ضمانة ترامب ورفض إسرائيل.. كواليس مبادرة فلسطينية-أمريكية لوقف النار في غزة

ضمانة ترامب ورفض إسرائيل.. كواليس مبادرة فلسطينية-أمريكية لوقف النار في غزة

ضمانة ترامب ورفض إسرائيل.. كواليس مبادرة فلسطينية-أمريكية لوقف النار في غزة
حرب غزة

رفضت الحكومة الإسرائيلية مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مع رجل الأعمال الفلسطيني-الأمريكي بشارة بحبح، الذي لعب دور الوسيط في مفاوضات تحرير الجندي الإسرائيلي- الأمريكي عيدان ألكسندر، وذلك بحسب ما أفاد به مسؤول رفيع في السلطة الفلسطينية ونقلته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وتابعت الصحيفة، أن المقترح الجديد استند إلى ما يُعرف بـ"خطة ويتكوف"، التي وضعها مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وتنص في جوهرها على الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق، على أن يُستكمل الإفراج عن باقي الأسرى في حال التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. 

أما النسخة المعدّلة التي قدمها بحبح، فاقترحت وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يُفرج خلالها عن 10 أسرى أحياء على مرحلتين.

ضمانات أمريكية ومفاوضات ثنائية


المقترح الذي قُدّم بتنسيق بين بحبح وويتكوف تضمن أيضًا التزامًا إسرائيليًا بالتفاوض على إنهاء الحرب خلال فترة وقف إطلاق النار، بضمانة شخصية من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وكان من المزمع أن تتركز المفاوضات على مسارين رئيسيين: التزام حركة حماس بعدم إعادة التسلّح أو تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل، إلى جانب بحث مستقبل قطاع غزة، بما في ذلك إنشاء حكومة مهنية تدير القطاع وتقود جهود إعادة الإعمار.

إلا أن مصدرًا إسرائيليًا نفى إمكانية قبول هذا المقترح، معتبرًا أنه لا يمكن لأي حكومة مسؤولة أن توافق عليه، مؤكدًا أن حركة حماس "لا تبدي رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق".

عرض مضاد من حماس ومطالب إنسانية


من جهتها، قدّمت حركة حماس وفقًا للتقارير، عرضًا مضادًا تضمّن وقفًا لإطلاق النار لمدة 70 يومًا، يتم خلال الأسبوع الأول منه الإفراج عن خمسة أسرى أحياء وخمس جثث لأسرى، إلى جانب شرط دخول ألف شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة يوميًا طوال فترة التهدئة.

وتأتي هذه المقترحات في ظل فشل المحادثات التي جرت مؤخرًا في الدوحة؛ مما دفع مسؤولين إسرائيليين إلى الإشارة أن هناك فرصة قائمة للتوصل إلى تفاهم قريب، ويعزون تفاؤلهم إلى ثلاثة مصادر للضغط ما تزال فعالة: التهديد الإسرائيلي بشن عملية عسكرية واسعة في غزة جرى التحضير لها ميدانيًا، والضغوط الدولية المتصاعدة على إسرائيل بسبب الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، واستمرار الجهود الأمريكية المكثفة لدفع الطرفين نحو اتفاق.

ضغوط أمريكية مكثفة وموقف منتدى عائلات الأسرى

وأكد مصدر مطّلع على تفاصيل المبادرة، أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا "هائلة" على إسرائيل لإنهاء الحرب، مشيرًا أن ويتكوف أبلغ هذه الرسالة مباشرة إلى الوزير رون ديرمر خلال اجتماعهما الأخير في روما نهاية الأسبوع الماضي. 

ولم يصدر أي رد من مكتب ديرمر أو من ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي على الاستفسارات بشأن اللقاء والمقترحات المطروحة.

في المقابل، أصدر منتدى عائلات الأسرى والمفقودين بيانًا انتقد فيه الموقف الإسرائيلي، معتبرًا أن التمسك بخطاب "استمرار الحرب بأي ثمن" هو نهج خطير وغير مسؤول. 

وأضاف البيان: أن "الصفقات الجزئية تعني خسارة إسرائيلية مؤكدة ويجب تفاديها"، مؤكدًا أن الحل الوحيد المقبول والمطلوب هو التوصل إلى "اتفاق شامل يعيد جميع الأسرى الـ58 ويُنهي الحرب". 

وأشار المنتدى، أن الحكومة الإسرائيلية "يمكنها التوصل إلى هذا الاتفاق صباح الغد إذا ما قررت ذلك"، لافتًا أن "هذا هو مطلب الغالبية الساحقة من الشعب".

تظاهرات في تل أبيب 


في موازاة ذلك، شهدت مدينة تل أبيب، يوم السبت، تظاهرات حاشدة للمطالبة بإنهاء الحرب وتحرير الأسرى، في استمرار للضغط الشعبي المتزايد على الحكومة الإسرائيلية التي تواجه انتقادات داخلية متنامية حول إدارتها للملف الإنساني والعسكري في قطاع غزة.

وفي ظل تصلب المواقف السياسية وتعثر الوساطات الدولية، يبقى مصير وقف إطلاق النار الشامل وتحرير الأسرى معلّقًا بين حسابات أمنية متشددة لدى إسرائيل وشروط إنسانية وسياسية تتمسك بها حماس، وسط مخاوف متزايدة من انهيار كامل في المسار التفاوضي وتدهور إضافي في الأوضاع الميدانية.