محلل يمني: تهدئة غزة لن توقف هجمات الحوثي على السفن دون حل سياسي شامل في اليمن
محلل يمني: تهدئة غزة لن توقف هجمات الحوثي على السفن دون حل سياسي شامل في اليمن
مع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ وبدء مرحلة تهدئة واسعة بعد اتفاق شرم الشيخ للسلام، تتجه الأنظار إلى البحر الأحمر، حيث تبرز تساؤلات سياسية وأمنية حول ما إذا كان الحوثيون سيوقفون هجماتهم على السفن وعمليات استهداف خطوط الملاحة الدولية، التي تسببت خلال الأشهر الماضية في توتر إقليمي غير مسبوق.
مصادر دبلوماسية إقليمية، أكدت أن الاتفاق خلق مناخًا جديدًا من “خفض التصعيد” يشمل المسرح الإقليمي الأوسع، ملمحة إلى ضغوط دولية تُمارس على الجماعة اليمنية لوقف الاستفزازات البحرية، باعتبارها لم تعد مرتبطة بسياق الحرب في غزة بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ.
وفي المقابل، تشير تقديرات أمنية إلى أن قرار وقف الهجمات ليس مرتبطًا فقط بالتطورات في غزة، بل يتصل أيضًا بحسابات داخلية للجماعة، ورغبتها في الحفاظ على أوراق الضغط السياسي والعسكري، خصوصًا في ظل استمرار الجمود في الملف اليمني وغياب اتفاق شامل ينهي الحرب في الداخل.
وتؤكد تحليلات متخصصة، أن الحوثيين قد يلجأون إلى “خفض مؤقت” للهجمات استجابة للضغوط، دون إعلان وقف نهائي لها، مع الاحتفاظ بخيار العودة لأي تصعيد إذا تغيرت المعادلة أو أرادت الجماعة التأثير على مسارات التفاوض الجارية في اليمن.
وتشير بيانات دولية حديثة إلى أن استمرار تهديد الملاحة يضر بمصالح اقتصادية عالمية، وقد يعرض الجماعة لعقوبات إضافية إذا لم تلتزم بخفض التصعيد.
وفي الوقت ذاته، ترى الجهات المراقبة أن اختبار النوايا سيكون خلال الأسابيع المقبلة، مع مراقبة مستوى نشاط الجماعة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
قال المحلل السياسي اليمني عبد الناصر المودع: إن التهدئة التي أعقبت اتفاق شرم الشيخ للسلام ووقف إطلاق النار في غزة لن تؤدي تلقائيًا إلى وقف استهداف الحوثيين للسفن في البحر الأحمر، مؤكدًا أن الجماعة تتعامل مع ملف الهجمات البحرية كأداة ضغط سياسية لا علاقة لها مباشرةً بمسار الحرب في غزة.
وأوضح المودع -للعرب مباشر-، أن الحوثيين استخدموا أحداث غزة كغطاء إعلامي لتبرير عملياتهم البحرية، لكن قرار الاستمرار أو التوقف مرتبط بشكل أساسي بموازين القوة داخل اليمن ورغبتهم في فرض شروطهم على طاولة التفاوض.
وأضاف: أن المناخ الإقليمي الإيجابي بعد اتفاق شرم الشيخ لا يكفي وحده لتغيير حسابات الجماعة التي ترى في تهديد الملاحة وسيلة لانتزاع اعتراف دولي بسلطتها.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يمارس ضغوطاً قوية على الحوثيين لوقف الهجمات بسبب تأثيرها الكبير على حركة التجارة العالمية، إلا أن الجماعة قد تلجأ فقط إلى تخفيف التصعيد دون إنهائه بالكامل، حفاظًا على ورقة الضغط التي تمتلكها في ظل غياب اتفاق سياسي نهائي.
وأكد المودع، أن الفترة المقبلة ستكون اختبارًا جديًا لمدى التزام الحوثيين بخفض التوتر، خصوصًا أن التهدئة الإقليمية الحالية تمثل فرصة لبناء مسار سياسي أكثر استقرارًا في اليمن إذا توافرت الإرادة والضمانات اللازمة.

العرب مباشر
الكلمات