ثروت الخرباوي: أزمات 2025 تعكس نهاية أفق الجماعة في أميركا

ثروت الخرباوي: أزمات 2025 تعكس نهاية أفق الجماعة في أميركا

ثروت الخرباوي: أزمات 2025 تعكس نهاية أفق الجماعة في أميركا

شهد عام 2025 تصاعدًا ملحوظًا في الأزمات التي واجهت جماعة الإخوان داخل الولايات المتحدة، في ظل تضييق قانوني ورقابي متزايد على أنشطتها، وانكشاف أدوار عدد من الكيانات المرتبطة بها تحت غطاء العمل الأهلي والحقوقي.


وخلال العام، برزت تحركات رسمية وإعلامية أميركية ركزت على مراجعة مصادر تمويل منظمات محسوبة على الإخوان، إلى جانب فتح ملفات تتعلق بعلاقاتها بشبكات ضغط سياسي وجماعات أيديولوجية، ما وضع الجماعة تحت مجهر المؤسسات الرقابية والبحثية.

وتزامن ذلك مع تراجع واضح في نفوذ التنظيم داخل بعض الدوائر السياسية، بعد فقدانه القدرة على التأثير في مراكز صنع القرار كما كان في سنوات سابقة، خاصة مع تنامي الانتقادات الموجهة إلى خطابه المزدوج، واستخدامه شعارات حقوق الإنسان لأغراض سياسية وتنظيمية.

كما شهد 2025 انقسامات داخلية بين قيادات الإخوان في أميركا، على خلفية الخلافات حول إدارة الملفات المالية والإعلامية، ومستقبل الارتباط بالتنظيم الدولي، وهو ما انعكس في استقالات متبادلة، وتسريبات إعلامية أضعفت صورة الجماعة أمام الرأي العام.

ويرى متابعون، أن الضغوط التي واجهتها الجماعة هذا العام لم تعد تقتصر على الجانب السياسي، بل امتدت إلى المجتمع الأميركي نفسه، مع تزايد الوعي بدور بعض الكيانات الإخوانية في توظيف قضايا الأقليات والمسلمين لخدمة أجندات خارجية.

وفي ضوء هذه التطورات، يخلص مراقبون إلى أن عام 2025 شكّل نقطة تحول فارقة في مسار الإخوان داخل الولايات المتحدة، حيث بات التنظيم يواجه واقعًا أكثر تعقيدًا، يتسم بتراجع النفوذ، وتزايد الأزمات الداخلية، وتضييق متواصل يهدد استمراره بنفس الصيغة التي عمل بها لسنوات طويلة.

وقال الدكتور ثروت الخرباوي، المفكر السياسي والقيادي الإخواني المنشق: إن أزمات جماعة الإخوان في الولايات المتحدة خلال عام 2025 تمثل انعكاسًا لعمق الفشل التنظيمي والسياسي للجماعة في مواجهة الضغوط القانونية والاجتماعية داخل المجتمع الأميركي.

وأضاف الخرباوي - في تصريح للعرب مباشر-، أن التحقيقات والمراجعات التي طالت منظمات محسوبة على الإخوان، وتراجع قدرتها على التأثير في القرارات السياسية، لم تأت من فراغ، بل نتيجة تراكمات أخطائها في بناء تحالفات غير متوازنة وتعريض نفسها للنقد العام بشأن مصادر التمويل وأهداف المبادرات التي تعمل من خلالها.

وأشار الخرباوي إلى أن الانقسامات الداخلية التي ظهرت بين قيادات الإخوان في الولايات المتحدة كشفت هشاشة البنية التنظيمية، وهي مؤشر واضح على فقدان الجماعة لخطاب موحد ورؤية استراتيجية قادرة على التعامل مع البيئة السياسية الأميركية المختلفة عن بيئات الجماعة التقليدية.

وأوضح المفكر السياسي، أن الولايات المتحدة تتسم بقواعد مؤسسية وقانونية صارمة مما يجعل أي جماعة أو حركة تعتمد على أجندات خارجية عرضة لتدقيق مسؤول، وهو ما لم تستوعبه الجماعة في إدارتها لعملها هناك، فكانت النتيجة أزمات متلاحقة خلال 2025.

وأكد الخرباوي، أن عام 2025 قد يشكل منعطفًا حاسمًا في تراجع تأثير الإخوان داخل المناخ السياسي الأميركي، بحيث لم يعد أمام الجماعة سوى إعادة تقييم دورها أو مواجهة مزيد من التحديات التي قد تعيد رسم مستقبل وجودها بشكل جذري.