إخواني منشق: توقيف 3 من الإخوان في تركيا مؤشر على بداية إنهاء وجود الجماعة في أنقرة
إخواني منشق: توقيف 3 من الإخوان في تركيا مؤشر على بداية إنهاء وجود الجماعة في أنقرة
أعادت خطوة توقيف السلطات التركية ثلاثة عناصر من جماعة الإخوان تسليط الضوء على مستقبل وجود الجماعة في أنقرة، في ظل متغيرات سياسية وأمنية تشهدها تركيا خلال الفترة الأخيرة، وتزامنًا مع إعادة ترتيب أولوياتها الإقليمية.
ووفق ما جرى تداوله إعلاميًا، جاء توقيف العناصر الثلاثة على خلفية مخالفات قانونية، ضمن إجراءات أمنية تستهدف مراجعة أوضاع بعض المقيمين الأجانب، خاصة المنتمين إلى تنظيمات ذات طابع سياسي مثير للجدل. وتندرج هذه الخطوة في إطار تشديد الرقابة على الأنشطة التنظيمية غير المرخصة.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه السياسة التركية تحولا ملحوظًا، مع اتجاه أنقرة إلى تقليص أي وجود قد يشكل عبئًا سياسيًا أو أمنيًا، لا سيما في ظل سعيها لتعزيز علاقاتها مع عدد من الدول العربية، والتأكيد على التزامها بمكافحة التطرف والتنظيمات العابرة للحدود.
ويرى محللون أن توقيف عناصر من جماعة الإخوان يحمل دلالات سياسية تتجاوز الإطار القانوني، ويعكس تراجعًا واضحًا في مستوى التسامح مع أنشطة الجماعة داخل تركيا، مقارنة بالسنوات الماضية.
كما يشير إلى تحول في قواعد التعامل مع التنظيم، من الاحتواء إلى الرقابة والتقييد.
ورغم غياب بيان رسمي موسع يوضح ملابسات القضية، فإن هذه الخطوة فتحت باب التساؤلات حول ما إذا كانت أنقرة تتجه إلى إنهاء الوجود التنظيمي للإخوان على أراضيها، أو الاكتفاء بتحجيم دورهم وتقليص تحركاتهم بشكل صارم.
ويؤكد متابعون، أن المرحلة المقبلة قد تشهد إجراءات إضافية في هذا الملف، بما يعكس توجها تركيا جديدًا عنوانه إعادة ضبط المشهد الداخلي، وتقليص نفوذ جماعة الإخوان إلى أدنى مستوى ممكن، في إطار سياسة أكثر براغماتية تتماشى مع التحولات الإقليمية الراهنة.
وقال إبراهيم ربيع، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية والقيادي الإخواني المنشق: إن توقيف السلطات التركية ثلاثة عناصر من جماعة الإخوان يعكس تحولا واضحًا في طريقة تعامل أنقرة مع التنظيم، ويؤشر إلى تراجع الغطاء السياسي الذي كانت تحظى به الجماعة خلال السنوات الماضية.
وأوضح ربيع للعرب مباشر، أن هذه الخطوة لا يمكن فصلها عن المتغيرات الإقليمية، وسعي تركيا لإعادة ضبط علاقاتها الخارجية، مشيرًا إلى أن وجود عناصر إخوانية تمارس أنشطة سياسية وتنظيمية بات يمثل عبئًا على الدولة التركية، في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المرتبطة بمكافحة التطرف.
وأضاف: أن توقيف العناصر الثلاثة يحمل رسالة مباشرة لبقية قيادات وأعضاء الجماعة المقيمين في تركيا، مفادها أن مرحلة العمل بحرية قد انتهت، وأن أي تحركات تنظيمية أو أنشطة مخالفة للقانون ستقابل بإجراءات حاسمة.
وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن ما يحدث حاليًا يمثل بداية فعلية لتفكيك البنية التنظيمية للإخوان داخل أنقرة، أو على الأقل تحجيم دورهم بشكل كبير، لافتًا إلى أن الجماعة فقدت كثيرًا من أوراقها السياسية والإعلامية التي كانت تعتمد عليها في الخارج.
وأشار ربيع إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيدًا من الإجراءات ضد عناصر الجماعة، سواء عبر التوقيف أو التضييق القانوني، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول مستقبل الإخوان في تركيا، وإمكانية استمرارهم كتنظيم فاعل بعد سنوات من الاعتماد على الدعم الخارجي.

العرب مباشر
الكلمات