محلل سياسي لبناني: الجيش يوجه رسالة حاسمة بعد اشتباكات بعلبك.. والدولة مصممة على فرض هيبتها

محلل سياسي لبناني: الجيش يوجه رسالة حاسمة بعد اشتباكات بعلبك.. والدولة مصممة على فرض هيبتها

محلل سياسي لبناني: الجيش يوجه رسالة حاسمة بعد اشتباكات بعلبك.. والدولة مصممة على فرض هيبتها
الجيش اللبناني

اندلعت اشتباكات مسلحة، اليوم الأربعاء، بين وحدات من الجيش اللبناني ومجموعة من المطلوبين في مدينة بعلبك شرقي البلاد، في إطار حملة أمنية موسعة ينفذها الجيش لملاحقة الخارجين عن القانون وتعزيز الاستقرار في منطقة البقاع.

ووفقًا لمصادر أمنية لبنانية، فقد تركزت المواجهات في حي الشراونة، أحد أبرز معاقل المطلوبين، حيث استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ما استدعى تدخّل وحدات إضافية من الجيش وتسيير دوريات مدرعة في محيط المنطقة.

وأفادت المصادر، بأن الاشتباكات أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المطلوبين، دون تسجيل خسائر بشرية في صفوف القوات العسكرية حتى الآن، فيما ما تزال العملية مستمرة وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة التابعة للجيش في سماء بعلبك لرصد التحركات وتحديد أماكن تمركز المطلوبين.

خطة أمنية متواصلة 

يأتي ذلك ضمن خطة أمنية متواصلة ينفذها الجيش اللبناني في مناطق البقاع لملاحقة تجار المخدرات والمطلوبين بجرائم القتل والسلب والخطف، في ظل تصاعد التحذيرات من تنامي النفوذ المسلح لعصابات خارجة عن القانون بالمنطقة.

وكانت قيادة الجيش قد أعلنت -في وقت سابق-، عن نيتها تنفيذ عمليات نوعية في البقاع الشمالي لضبط الأمن، مؤكدة أن هذه الحملات ستستمر حتى تحقيق أهدافها، وتوقيف جميع المطلوبين للعدالة.

وعلّق المحلل السياسي اللبناني جوني منير على الاشتباكات التي شهدتها مدينة بعلبك اليوم بين وحدات الجيش اللبناني ومجموعة من المطلوبين في حي الشراونة، معتبرًا أن العملية تمثل "رسالة حاسمة من الدولة اللبنانية بأنها لن تتساهل بعد اليوم مع أي محاولة لفرض الأمن الموازي في البقاع".

وأوضح منير - في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن "ما يجري في بعلبك ليس مجرد حملة أمنية عادية، بل هو جزء من قرار سياسي واضح مدعوم من القيادة العسكرية العليا، ويهدف إلى استعادة هيبة الدولة في مناطق طالما كانت خارج السيطرة الكاملة للأجهزة الرسمية".

تحليق المسيّرات 

وأضاف: أن "تحليق المسيّرات في سماء المدينة للمرة الأولى بهذه الكثافة، يعكس تغيّرًا نوعيًا في طريقة تعامل الجيش مع هذه البؤر، خاصة في ظل وجود عصابات منظمة تتورط في تجارة المخدرات وجرائم خطف وسلب".

وأشار، أن "نجاح الجيش في هذه العملية قد يفتح الباب أمام عمليات مماثلة في مناطق أخرى من البقاع والشمال والجنوب، حيث تتقاطع الجريمة المنظمة أحيانًا مع النفوذ السياسي أو الطائفي، ما يعقّد المشهد الأمني".

وختم منير بالقول: "الرسالة الأهم من اشتباكات اليوم، أن لا منطقة محصّنة أمام قرارات الدولة، وأن الجيش قادر على فرض القانون متى توفرت الإرادة السياسية والدعم اللوجستي اللازم".