ترامب يواجه عزلة دولية في الأمم المتحدة بسبب غزة وحل الدولتين
ترامب يواجه عزلة دولية في الأمم المتحدة بسبب غزة وحل الدولتين

يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غدًا الثلاثاء، أول خطاب له في ولايته الثانية أمام قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت يجد نفسه على خلاف مع أكثر من نصف الدول الأعضاء، بمن فيهم حلفاء رئيسيون، بسبب الحرب في غزة واحتمال إقامة دولة فلسطينية.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن هذا المشهد يعكس عزلة متزايدة للإدارة الأمريكية مع اقتراب النزاع من عامه الثاني، إذ في الوقت الذي تندد فيه دول كثيرة بأفعال إسرائيل في القطاع، تواصل واشنطن تقديم غطاء سياسي ودعم عسكري ثابت لحليفتها.
مؤتمر فرنسي سعودي لحل الدولتين.. وغياب أمريكي
تتجلى عزلة واشنطن بشكل واضح، يوم الإثنين، حين تستضيف فرنسا والسعودية مؤتمرًا حول حل الدولتين تدعمه 142 دولة من أصل 193 عضوًا بالأمم المتحدة.
امتنعت الولايات المتحدة عن المشاركة وكانت ضمن عشرة بلدان فقط صوتت ضد قرار الجمعية العامة الداعم لهذا الاجتماع رفيع المستوى.
ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -خلال المؤتمر-اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية، في خطوة رمزية سبق أن اتخذتها أو أعلنت نيتها اتخاذها عدة دول مؤخرًا، بينما أدانت إدارة ترامب هذه الخطوات باعتبارها تقوض جهود السلام.
وتستعد بريطانيا للإعلان عن اعترافها بالدولة الفلسطينية نهاية الأسبوع، فيما تتوقع كندا وأستراليا وبلجيكا أن تحذو حذو فرنسا خلال اجتماعات الأمم المتحدة.
ومع ذلك لا تظهر واشنطن أي استعداد لتغيير موقفها المساند بقوة لحكومة بنيامين نتنياهو، حيث وصف ترامب خطة بريطانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها أحد نقاط الخلاف القليلة بين البلدين.
موقف أمريكي متشدد وتحذيرات من دعم حماس
بدلاً من انتقاد تصريحات إسرائيلية تتعلق بضم محتمل للضفة الغربية في خرق للقانون الدولي، اعتبرت إدارة ترامب أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعزز حركة حماس ويستفز ردود فعل إسرائيلية.
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو -بعد اجتماعات في إسرائيل-: إن ما يجري رد فعل على خطوات أحادية من دول عدة أعلنت اعترافها بدولة فلسطينية، محذرًا من أن ذلك قوّض المفاوضات المستقبلية وأضعف فرص السلام في المنطقة.
قيود أمريكية على مشاركة الفلسطينيين في الاجتماعات
لم تقتصر السياسة الأمريكية على التصريحات بل شملت إجراءات غير مسبوقة تمثلت في رفض منح تأشيرات لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعدد من مسؤولي السلطة ومنظمة التحرير للتوجه إلى نيويورك وحضور اجتماعات الجمعية العامة.
كما فرضت الإدارة سياسة جديدة تقضي برفض معظم أنواع التأشيرات لحاملي جوازات سفر السلطة الفلسطينية، ما أدى إلى غياب وفد فلسطيني رفيع المستوى عن التجمع السنوي للقادة.
ويتوقع أن يلقي عباس كلمة عبر الفيديو في مؤتمر الإثنين، إلا أن غيابه عن اللقاءات المباشرة يترتب عليه تأثيرات كبيرة.
وحذر دبلوماسيون أمريكيون سابقون في السياسة من هذا الغياب، مؤكدين أن تجاهل الحوار مع عباس، وهو الوجه الدولي للفلسطينيين، يعطل فرص التوصل لأي سلام، خاصة في ظل غياب بدائل سوى حركة حماس التي لا ترغب واشنطن في التعامل معها.
أهداف المؤتمر ورؤية فرنسا للسلام
وأكد مصدر في الحكومة الفرنسية، أن مؤتمر الإثنين سيضع خريطة طريق للسلام والاستقرار في المنطقة على أساس حل الدولتين، مع إعلان مساهمات لدعم استقرار غزة وتمويل السلطة الفلسطينية لتجنب انهيارها المالي.
في المقابل، لا تطرح إدارة ترامب أي خطة بديلة رغم أن حل الدولتين ظل هدفًا معلنًا للسياسة الأمريكية لعقود.
فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأسابيع الأخيرة أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، ردًا على موجة الاعترافات الدولية المرتقبة.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل ستتخذ إجراءات محددة بعد مؤتمر الإثنين، غير أن مسؤولاً إسرائيليًا لم يستبعد الإعلان عن خطوات ضم جديدة قريبًا.
في الوقت نفسه، تراجعت إدارة ترامب عن فكرة الحل الدبلوماسي لإنهاء الحرب الدائرة، ولم تدن عملية نتنياهو العسكرية الجديدة للسيطرة على مدينة غزة، رغم موجة الغضب العالمية وانتقادات عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
وقال وروبيو: إن التوصل إلى تسوية تفاوضية ما زال تفضيلاً لدى الإدارة، لكنه لمح إلى أن الوقت قد يكون قد نفد، مؤكدًا أن القرار في النهاية بيد إسرائيل لأنها الطرف الذي تعرض للهجوم في السابع من أكتوبر.