محلل سياسي : الاعترافات الدولية بفلسطين تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في الموقف العالمي

محلل سياسي : الاعترافات الدولية بفلسطين تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في الموقف العالمي

محلل سياسي : الاعترافات الدولية بفلسطين تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في الموقف العالمي
الأمم المتحدة

شهدت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع موجة واسعة من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت بالتاريخية لما تمثله من تحوّل في الموقف العالمي تجاه القضية الفلسطينية. 

فقد أعلنت عدة دول أوروبية من بينها بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال رسميًا اعترافها بدولة فلسطين، لتنضم بذلك إلى قائمة متنامية من الدول التي تدعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتأتي هذه الاعترافات في وقت يتصاعد فيه الضغط الدولي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة، وما خلفته من كارثة إنسانية غير مسبوقة. 

وأكدت الحكومات الأوروبية، أن هذه الخطوة تمثل دعمًا لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحّب من على منبر الأمم المتحدة بالاعترافات الجديدة، واعتبرها انتصارًا للشرعية الدولية، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني "لن يقبل بأقل من نيل كامل حقوقه غير القابلة للتصرف". 

كما دعا عباس باقي دول العالم، خاصة تلك التي ما زالت تتردد، إلى أن تحذو حذو هذه الدول وتثبت التزامها بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وفي المقابل، أثارت هذه الخطوة جدلاً واسعًا داخل إسرائيل، حيث اعتبرتها الحكومة الإسرائيلية "إجراءً أحاديًا يعرقل جهود التفاوض"، فيما رأت قوى سياسية إسرائيلية معارضة أن الاعتراف الدولي يعكس عزلة تل أبيب المتزايدة على الساحة العالمية.

ويرى مراقبون، أن التوقيت جاء ليعكس حالة التململ داخل العواصم الغربية من استمرار النزاع وتعثر مفاوضات السلام، وأن الاعتراف المتنامي بفلسطين قد يشكل رافعة دبلوماسية جديدة لإحياء مسار التسوية تحت رعاية الأمم المتحدة.

وبهذا التطور، يرتفع عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين إلى أكثر من 145 دولة حول العالم، ما يعزز موقعها القانوني والسياسي على الساحة الدولية، ويعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي في لحظة فارقة.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أحمد عصفور: إن موجة الاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل تحوّلًا استراتيجيًا في الموقف العالمي تجاه القضية الفلسطينية، خاصة مع انضمام دول أوروبية كبرى مثل: بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال.

وأوضح عصفور -في تصريحات للعرب مباشر-، أن هذه الخطوة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة الضغط الشعبي والإنساني الكبير الذي فرضته مشاهد الحرب في غزة ومعاناة الفلسطينيين اليومية، ما جعل المجتمع الدولي أكثر قناعة بأن استمرار الوضع الراهن لم يعد مقبولًا.

وأكد أن هذه الاعترافات تُضعف الموقف الإسرائيلي في الساحة الدولية، وتُظهر عزلة تل أبيب المتزايدة أمام العالم، لافتًا إلى أن التمسك الإسرائيلي برفض حل الدولتين لم يعد يحظى بالدعم التقليدي ذاته من حلفائها الغربيين.

وأشار عصفور، أن الاعتراف بفلسطين من هذه الدول يشكل دفعة قوية للتحركات الدبلوماسية الفلسطينية، وقد يفتح الباب أمام مزيد من الاعترافات من دول أخرى، الأمر الذي يعزز الموقف القانوني والسياسي لفلسطين في الأمم المتحدة والمحافل الدولية.

وختم المحلل السياسي الفلسطيني حديثه بالتأكيد على أن "المجتمع الدولي يبعث برسالة واضحة مفادها أن الدولة الفلسطينية حق مشروع لا يمكن القفز عليه، وأن السلام العادل لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967".