محلل سياسي فلسطيني: القصف على غزة يخلق كارثة إنسانية وبيئية مركبة

محلل سياسي فلسطيني: القصف على غزة يخلق كارثة إنسانية وبيئية مركبة

محلل سياسي فلسطيني: القصف على غزة يخلق كارثة إنسانية وبيئية مركبة
حرب غزة

تشهد غزة في الأسابيع الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في وتيرة القصف؛ ما أسفر عن تفاقم المأساة الإنسانية وازدياد حجم الخسائر البشرية والمادية.

ووفقًا لوزارة الصحة في القطاع، فقد تجاوز عدد الشهداء منذ بدء التصعيد الأخير عدة آلاف، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى الذين يعانون من نقص حاد في الرعاية الطبية نتيجة تدمير المستشفيات أو توقفها عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود.

القصف المتواصل ألحق دمارًا واسعًا في أحياء سكنية كاملة، حيث تحولت مناطق بأكملها إلى أنقاض، وتضررت البنية التحتية بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي؛ مما فاقم معاناة السكان. كما تسببت الهجمات في نزوح مئات الآلاف من المدنيين إلى مراكز إيواء مكتظة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

وعلى الصعيد البيئي، حذرت جهات محلية ودولية من تداعيات خطيرة جراء الغارات على مناطق ساحلية، حيث سجلت حالات نفوق جماعي للأسماك نتيجة تلوث المياه بالمخلفات الكيميائية والوقود المتسرب من السفن والقوارب المتضررة.

 كما أدى تدمير منشآت الصرف الصحي إلى تدفق مياه الصرف غير المعالجة إلى البحر، ما يهدد بتفاقم الكارثة البيئية ويؤثر على مصادر الغذاء الرئيسية لسكان القطاع.

أما على المستوى الإنساني والإغاثي، فتواجه المنظمات العاملة في غزة تحديات جسيمة في إيصال المساعدات، بسبب الحصار المشدد وتعطل المعابر؛ ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء ومواد الإيواء. 

ويؤكد مراقبون، أن استمرار الحرب يضاعف حجم الكارثة، ويجعل معالجة آثارها الإنسانية والبيئية أمرًا يحتاج إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي، لضمان وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال الإغاثة وإنقاذ الأرواح.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. سامر الكرمي: إن استمرار القصف المكثف على قطاع غزة لا يقتصر أثره على الخسائر البشرية الفادحة، بل يمتد ليشكل تهديدًا بيئيًا خطيرًا سيترك تداعيات طويلة الأمد.

وأوضح د. الكرمي -في تصريح لـ"العرب مباشر"، أن أعداد الشهداء والجرحى في ارتفاع يومي، مع استهداف متكرر للمناطق السكنية والبنية التحتية؛ مما أجبر مئات الآلاف على النزوح إلى مراكز إيواء مكتظة.

 وأضاف: أن الدمار الواسع في شبكات المياه والصرف الصحي يفاقم معاناة المدنيين، ويخلق بيئة خصبة لانتشار الأمراض، خصوصًا في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأشار، أن الأضرار البيئية باتت واضحة، حيث سُجلت حوادث نفوق جماعي للأسماك على شواطئ غزة نتيجة تلوث المياه بالمخلفات الكيميائية، إلى جانب تسرب مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر. 

وحذّر من أن هذه الظاهرة تهدد الأمن الغذائي والصحة العامة لسكان القطاع، الذين يعتمدون بدرجة كبيرة على الصيد كمصدر للغذاء والدخل.

وأوضح الكرمي، أن استمرار هذه الأوضاع، في ظل غياب ممرات إنسانية آمنة، يجعل من الصعب السيطرة على التبعات الإنسانية والبيئية، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان، وضمان وصول الإغاثة، وإطلاق جهود عاجلة لمعالجة الكارثة البيئية التي تلوح في الأفق.