نتنياهو في مأزق بين حماس واليمين المتطرف.. هل تنفجر الحكومة؟
نتنياهو في مأزق بين حماس واليمين المتطرف.. هل تنفجر الحكومة؟

عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اجتماعًا حتى وقت متأخر من مساء أمس الأحد، لمناقشة مستقبل العمليات العسكرية في قطاع غزة، في ظل المفاوضات المستمرة لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد شارك في الاجتماع كبار قادة الأجهزة الأمنية، حيث تلقى الوزراء إحاطة مفصلة حول الصعوبات التي تواجه المفاوضات، وعلى رأسها الخلاف بشأن انتشار قوات جيش الاحتلال داخل القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار المحتملة.
جدل حول الانتشار العسكري على محور موراج
بحث الوزراء - خلال الاجتماع- إمكانية إبداء مرونة في كيفية تموضع القوات الإسرائيلية على امتداد محور موراج الاستراتيجي، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات مع حركة حماس تتيح الشروع في تنفيذ صفقة تبادل الأسرى.
وقدمت المؤسسة الأمنية في الاجتماع خططًا بديلة لاستمرار العمليات العسكرية في غزة، تحسبًا لفشل المحادثات الجارية في الدوحة.
وعلى الرغم من حالة الجمود التي تسيطر على المفاوضات، أكدت مصادر دبلوماسية إسرائيلية، أن الاتصالات لم تنهَر بعد، مشيرة إلى التزام كلا الجانبين، إسرائيل وحماس، بمواصلة المسار التفاوضي رغم الخلافات العميقة.
نتنياهو بين ضغط الخارج وتعنت اليمين المتطرف
وفي السياق السياسي المتداخل مع مسار المفاوضات، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اليومين الماضيين مع الوزيرين اليمينيين المتشددين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وذلك لاستطلاع مواقفهما إزاء صفقة تبادل الأسرى المرتقبة.
وذكرت مصادر مطلعة، أن نتنياهو سعى لمعرفة ما إذا كانا سيهددان بالانسحاب من الحكومة أو إسقاط الائتلاف الحاكم في حال إبرام الصفقة.
وكان بن غفير قد أعلن صراحة معارضته المطلقة للصفقة، فيما يطالب الوزيران بضمانات مكتوبة تؤكد استئناف القتال فور انتهاء فترة وقف إطلاق النار، وهو ما يُعتقد أن نتنياهو لا يستطيع الالتزام به علنًا في ظل الضغوط الدولية المكثفة.
قرارات نتنياهو أطالت أمد الحرب
وفي تطور لافت، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقًا موسعًا تناول قرارات اتخذها نتنياهو خلال الحرب، والتي ساهمت في إطالة أمدها، بزعم خدمة مصالحه السياسية.
وأشار التقرير، أن نتنياهو تراجع في أبريل الماضي عن صفقة كانت ستؤدي إلى إطلاق سراح أكثر من 30 أسيرًا، بعد تهديد الوزير سموتريتش بإسقاط الحكومة.
كما أورد التقرير، أن مسؤولين أمريكيين في البيت الأبيض أبلغوا نتنياهو بأن استطلاعات الرأي تشير إلى أن غالبية الإسرائيليين تؤيد التوصل إلى صفقة شاملة لتبادل الأسرى، إلا أن نتنياهو رد بالقول " إن أغلب قاعدته الانتخابية لا تؤيد ذلك".
نتنياهو يهاجم استطلاعات الرأي
وفي تصريحات جديدة نُشرت على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، نفى نتنياهو تقارير إعلامية زعمت أنه يرفض الصفقة.
وقال في مقطع فيديو: "أنا مؤيد لصفقة، لكن لا يُعرض عليكم الوجه الآخر للصورة. تلك الاستطلاعات مُهندَسة ومضللة، ودائمًا ما تُفاجأون بالنتائج الحقيقية لاحقًا".
وجاءت هذه التصريحات ردًا على استطلاع نشرته قناة "الأخبار 12" العبرية، أظهر أن 74% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب مقابل إعادة جميع الأسرى دفعة واحدة.
ومن جهته، هاجم مقر عائلات الأسرى تصريحات نتنياهو، واتهمه بمحاولة تضليل الرأي العام وخلق انطباع كاذب بأن صفقة شاملة غير ممكنة، مشيرين أن هذه ليست المرة الأولى التي يسعى فيها رئيس الوزراء لإفشال جهود التوصل لاتفاق شامل