غزة تنزف من جديد.. 6 أطفال ضحايا غارة إسرائيلية على نقطة توزيع مياه

غزة تنزف من جديد.. 6 أطفال ضحايا غارة إسرائيلية على نقطة توزيع مياه

غزة تنزف من جديد.. 6 أطفال ضحايا غارة إسرائيلية على نقطة توزيع مياه
حرب غزة

قُتل عدد من الأطفال في غارة جوية إسرائيلية استهدفت نقطة لتوزيع المياه وسط قطاع غزة، مساء أمس الأحد، وفقًا لما أعلنته الجهات الصحية الفلسطينية، في واحدة من أكثر الهجمات دموية في الأيام الأخيرة. 

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن هذه الحادثة تأتي بينما تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة حالة من الجمود، مع تصاعد الاتهامات المتبادلة بين الطرفين المتفاوضين.

وأضافت، أنه رغم الآمال الكبيرة التي علّقت على الجولة الحالية من المفاوضات، فإن الواقع الميداني يشير إلى استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية دون توقف منذ انهيار الهدنة الأخيرة في مارس، حيث يتواصل القصف المكثف في مختلف مناطق القطاع.

إحصائيات مروعة


أفادت وزارة الصحة في غزة، بأن عدد الجثث التي وصلت إلى مستشفيات القطاع خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بلغ 139 جثة، وهو الرقم الأعلى منذ الثاني من يوليو الجاري، وبذلك، يرتفع إجمالي عدد القتلى في القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 58026 شخصًا، وفقًا لإحصاءات الوزارة، مع وجود عدد غير محدد من الضحايا ما يزالون تحت الأنقاض.

وقبيل إعلان هذا الرقم، كانت غارة إسرائيلية قد أودت بحياة عشرة أشخاص، بينهم ستة أطفال، عند نقطة لتوزيع المياه وسط غزة، بحسب ما أفاد به مستشفى العودة. 

وأظهرت مقاطع الفيديو القادمة من موقع القصف حالة من الفوضى، حيث تناثرت الجثث بين أوعية المياه والحاويات البلاستيكية، فيما دوّت صرخات الأهالي وهم ينتشلون ضحاياهم من بين الركام.

الجيش الإسرائيلي يقر بـ"خلل" في الاستهداف

اعترف الجيش الإسرائيلي بأن الغارة الجوية كانت تستهدف من وصفه بـ"عنصر في حركة الجهاد الإسلامي"، لكنه أشار أن القنبلة "سقطت على بعد عشرات الأمتار من الهدف المقصود"، مشيرًا إلى أن الحادث قيد المراجعة.

وفي حادث آخر وقع في اليوم نفسه، قُتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وأصيب أكثر من 40 آخرين جراء غارة إسرائيلية استهدفت تقاطعًا مزدحمًا وسط غزة، بحسب الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.

ومن بين الضحايا الدكتور أحمد قنديل، أحد أبرز الأطباء في غزة، والذي وصفته وزارة الصحة بأنه "من أعمدة القطاع الطبي في القطاع".

مجزرة إسرائيلية جديدة


وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن استهداف إسرائيل للفلسطينيين الباحثين عن الماء والطعام أصبح أمر طبيعي وليس خطأ، ففيي يوم السبت، شهد جنوب قطاع غزة حادثة دموية أخرى، إذ أفادت وزارة الصحة أن 27 فلسطينيًا قُتلوا وأصيب عدد كبير آخر عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على حشود كانت تحاول الوصول إلى مساعدات إنسانية قرب رفح، في موقع تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة.

ونفت المؤسسة الأمريكية وقوع أي حوادث في مواقعها أو قربها، بينما قال الجيش الإسرائيلي: إنه لم يُصب أحد برصاص جنوده قرب الموقع المذكور، وإنه ما يزال يتحقق من التقارير.

وفي ظل النفي الأمريكي، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن مستشفاها الميداني القريب استقبل 132 مصابًا بجروح ناجمة عن الأسلحة، منهم 25 وصلوا مفارقين الحياة، وتوفي 6 آخرون بعد دخولهم المستشفى، في أعلى حصيلة يومية يسجلها المستشفى منذ بدء عملياته في مايو 2024.

وقالت اللجنة -في بيانها-: إن "هذا الوضع غير مقبول"، مضيفة أن "العدد الكبير والمتكرر من حوادث الإصابات الجماعية يسلّط الضوء على الظروف المروعة التي يعيشها المدنيون في غزة".

ضحايا أثناء البحث عن الطعام


ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فقد قُتل نحو 800 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات منذ أواخر مايو وحتى السابع من يوليو، وهو التاريخ الذي بدأت فيه مؤسسة غزة الإنسانية عملياتها.

وفي منطقة مخيم الشاطئ شمال قطاع غزة، قُتل 13 شخصًا في غارات جوية إسرائيلية يوم السبت، بحسب الدكتور أبو سلمية، الذي أشار أن المستشفى استقبل 40 مصابًا، فيما أظهرت مقاطع الفيديو المؤكدة جغرافيًا وجود أطفال بين الضحايا.

تعثر المفاوضات

يتزامن التصعيد الميداني مع تعثر المفاوضات في الدوحة بشأن التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ورغم جولات متتالية من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، فإن التباينات بين الطرفين ما تزال كبيرة.

قال مسؤول إسرائيلي مطّلع: إن العقبة الرئيسية تتعلق بمكان إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي بعد بدء وقف إطلاق النار. 

ووفقًا للاقتراح الأخير، فإن على الجيش الانسحاب من أجزاء من شمال القطاع في اليوم الأول من الهدنة، ومن أجزاء من جنوبه في اليوم السابع، فيما تُركت تفاصيل الخرائط الدقيقة للتفاوض، وهو ما يبدو أنه أصبح نقطة خلاف محورية.

وقال مسؤول رفيع في حركة حماس: إن المفاوضات "وصلت إلى طريق مسدود"، متهمًا إسرائيل بوضع شروط جديدة، من بينها خرائط محدثة لانتشار قواتها داخل القطاع.