محلل سياسي ليبي: فتاوى الإخوان فشلت في فرض شرعيتها وشارع طرابلس يرفض الدبيبة

محلل سياسي ليبي: فتاوى الإخوان فشلت في فرض شرعيتها وشارع طرابلس يرفض الدبيبة

محلل سياسي ليبي: فتاوى الإخوان فشلت في فرض شرعيتها وشارع طرابلس يرفض الدبيبة
اشتباكات طرابلس

في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية المتفاقمة التي تشهدها ليبيا حاليًا، خرجت جماهير واسعة في طرابلس في احتجاجات حاشدة ضد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، رافضة الفتاوى التي تصدرها جماعات مرتبطة بحركة الإخوان المسلمين، والتي تُستخدم لتبرير استمرار الحكومة وسط الأزمة.


وترى أوساط شعبية، أن هذه الفتاوى محاولة لشرعنة سياسات الدبيبة المثيرة للجدل، في وقت يعاني فيه الليبيون من انقسامات حادة وأزمات اقتصادية خانقة وانعدام للخدمات الأساسية؛ ما أدى إلى تزايد الغضب الشعبي ورفض فرض أجندات دينية وسياسية تغذي الانقسام.

وفي الشوارع، رفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيل الدبيبة، معتبرين أن استمرار حكومته يمثل تهديدًا لاستقرار البلاد ومسيرة المصالحة الوطنية، مؤكدين أن رفضهم لفتاوى الإخوان ينبع من شعورهم بخيانة هذه الجماعات لمصالح الشعب الليبي.

وتأتي هذه الانتفاضة الشعبية في وقت تحاول فيه الكتائب الإلكترونية التابعة للإخوان تأجيج الأوضاع عبر حملات تحريضية على مواقع التواصل، إلا أن الشارع طرابلسي قال كلمته برفض هذا الإعلام المظلم، مطالبًا بحكومة جديدة قادرة على معالجة الأزمات.

وتشهد ليبيا حالة من الفوضى السياسية والأمنية، وسط جهود دولية ومحلية لإنهاء الانقسام وتحقيق الاستقرار، لكن استمرار هذه الفتاوى وحملات التحريض تعيق كثيرًا فرص المصالحة وتعمق جراح الشعب الليبي.



قال المحلل السياسي الليبي الدكتور سامي العجيل: إن "فتاوى الإخوان التي حاولت تبرير استمرار حكومة عبد الحميد الدبيبة لم تجد صدى في الشارع الطرابلسي الذي انتفض ضده بشكل واضح وصريح".

وأضاف الدكتور العجيل -في تصريح لـ«العرب مباشر»-: أن "هذه الفتاوى كانت بمثابة آخر أوراق الإخوان لمحاولة فرض أجندتهم السياسية والدينية على المشهد الليبي، لكنها اصطدمت برفض شعبي واسع بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية المتفاقمة التي يعيشها المواطن الليبي".

وأشار أن "الانتفاضة الشعبية في طرابلس تعكس عمق الاستياء من سياسات الدبيبة وحكومته، وأن الشارع اليوم يطالب بحلول واقعية ومصالحة وطنية حقيقية بعيدًا عن أي محاولة لاستغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية".

وشدد العجيل على أن "تجاوز هذه الأزمة يتطلب حكومة تكنوقراط قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية وتلبية مطالب الشعب، مع ضرورة تحييد الدين عن الصراعات السياسية لضمان الاستقرار".