محلل سياسي سوداني: الكتائب الإلكترونية الإخوانية تُغذي الصراع وتهدد استقرار السودان
محلل سياسي سوداني: الكتائب الإلكترونية الإخوانية تُغذي الصراع وتهدد استقرار السودان

في ظل تصاعد الصراع السياسي والأمني في السودان، برزت الكتائب الإلكترونية الإخوانية كأحد أبرز أدوات الحرب الإعلامية غير المباشرة التي تلعب دورًا محوريًا في تأجيج الأوضاع وزيادة الانقسام داخل المجتمع السوداني.
تُعرف هذه الكتائب بأنها مجموعات إلكترونية منظمة، تديرها عناصر مرتبطة بحركة الإخوان المسلمين في السودان، وتستخدم منصات التواصل الاجتماعي لنشر الأخبار المزيفة، الشائعات، والدعايات التحريضية التي تستهدف زعزعة الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
ويعمل إعلام الظل هذا على تشكيل رأي عام مضلل، مستغلاً التوترات القائمة، ويستخدم تقنيات متطورة في تضخيم الخلافات بين مختلف القوى السياسية والقبلية، ما يزيد من حدة الصراع ويطيل أمده، فضلاً عن زعزعة الثقة بين المواطن والحكومة.
ويشير خبراء في الأمن السيبراني، أن هذه الكتائب الإلكترونية لا تكتفي بنشر الأخبار المزيفة، بل تقوم أيضًا بشن هجمات إلكترونية على مواقع حكومية وإعلامية معارضة، بهدف تعطيل عملها وزعزعة مؤسسات الدولة.
من جانب آخر، تعاني السلطات السودانية من صعوبة في مواجهة هذا الإعلام الموازي، نظرًا لانتشاره الواسع وتعقيد هيكليته؛ مما يستوجب تكاتف الجهود بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني للتصدي لهذه الحملات التي تهدد أمن واستقرار السودان.
ويظل ملف الكتائب الإلكترونية الإخوانية في السودان من أهم الملفات التي تتطلب استراتيجيات جديدة وشاملة لمعالجة الإعلام الرقمي في سياق النزاعات السياسية، حفاظًا على وحدة البلاد وسلامة المجتمع.
قال المحلل السياسي السوداني الدكتور محمد عبد الله: إن الكتائب الإلكترونية الإخوانية تمثل "إعلام الظل" الذي يشتعل وراء الكواليس لتأجيج الصراعات السياسية في السودان، مؤكدًا -في تصريح لـ"العرب مباشر"- أن هذه الجماعات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كوقود لحرب نفسية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار الوطني.
وأشار الدكتور عبد الله، أن هذه الكتائب لا تقتصر على نشر الشائعات والأخبار المفبركة فحسب، بل تقوم أيضًا بحملات ممنهجة لاستهداف الخصوم السياسيين عبر الهجمات السيبرانية والتشويه الإعلامي، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويحول دون تحقيق التوافق الوطني المطلوب.
وأضاف: أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب استراتيجية شاملة تشمل تعزيز الوعي المجتمعي، تطوير قدرات الأمن السيبراني، والتعاون بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني لوضع حد لهذا الإعلام الموازي الذي يهدد مستقبل السودان.