طهران تقصف جيرانها.. رسالة قوة أم علامة ضعف؟

طهران تقصف جيرانها

طهران تقصف جيرانها.. رسالة قوة أم علامة ضعف؟
صورة أرشيفية

في غضون 24 ساعة، شنّت إيران ثلاث هجمات صاروخية على أهداف في العراق وسوريا وباكستان، زاعمة أنها ترد على تحركات إرهابية وإسرائيلية، لكن الخبراء يرون أن هذه الضربات تكشف عن ضعف إيران وتجنبها أي تصعيد مع الولايات المتحدة.

الضربات والدوافع

في سوريا، أطلقت إيران أربعة صواريخ على مجموعات مسلحة في مدينة إدلب، قائلة إنها مسؤولة عن تفجيرات في مدينة كرمان داخل إيران، وفي العراق، استهدفت إيران بـ11 صاروخا ما وصفته بالمقر الصهيوني في إقليم كردستان، في إشارة إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، ردا على مقتل قادة في الحرس الثوري وجماعات مرتبطة به، وفي باكستان، استهدفت إيران بصواريخ ومسيّرات مقرّين لجماعة "جيش العدل"، وهي جماعة بلوشية تسعى إلى فصل محافظة سيستان وبلوشستان عن إيران.

وفقا لمراقبين، فإن هذه الهجمات تهدف إلى "إظهار شيء من القوة أمام أنصارها وحلفائها في إطار قوة الردع بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل"، خاصة بعد أن فشلت أذرعها في الحفاظ على قوة الردع هذه، كما أنها تبحث عن ردود منخفضة التكلفة، والعراق هو البيئة الأنسب لها في هذا الأمر.

الردود والتداعيات

أثارت الهجمات الإيرانية ردود فعل غاضبة من الدول المستهدفة، التي اعتبرتها انتهاكا لسيادتها وأمنها، حيث استدعت بغداد سفيرها لدى طهران للتشاور، وسلمت القائم بالأعمال الإيراني مذكرة احتجاج، وقال رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إن الضربة الإيرانية في أربيل «عدوان صريح» على العراق.

كما أكدت الخارجية العراقية أن السلطات ستتخذ جميع الإجراءات القانونية الضرورية، بما في ذلك تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، ونفى مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، وجود مقر للموساد في أربيل، وعلق رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور البرزاني، بقوله: إن الهجمات لن تمر دون رد، حيث أدت الهجمات على أربيل لمقتل 4 أشخاص على الأقل.

في سوريا، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الإيرانية أسفرت عن مقتل 22 شخصا، بينهم 15 عنصرا من الحرس الثوري والميليشيات الموالية له، وفي باكستان، أعلنت جماعة جيش العدل مقتل 4 من عناصرها في الهجمات الإيرانية، وتوعدت بالانتقام.

ضعف وعزلة

من جانبه، يرى باسل الكاظمي المحلل السياسي العراقي، إن إيران تحاول إرسال رسالة إلى الإدارة الأميركية الجديدة، بأنها لا تزال قادرة على الرد على أي تهديد أو تحدّ في المنطقة، لكن في الواقع، هذه الهجمات تكشف عن ضعف إيران وعزلتها، وعدم قدرتها على التفاوض مع الدول الأخرى بشأن الاتفاق النووي أو الملفات الأخرى. 

وأضاف لـ"العرب مباشر"، أن إيران تعلم أن أي تصعيد مع الولايات المتحدة سيكون مكلفا لها، ولذلك تختار أهدافا غير حساسة أو مهمة، وتزعم أنها ترد على تحركات إرهابية أو إسرائيلية، موضحًا أن طهران تستخدم الصواريخ والمسيّرات كوسيلة للضغط والترهيب على الدول المجاورة، ولإظهار قدراتها العسكرية.

وتابع، لكن هذه الضربات لا تحقق أي هدف إستراتيجي لها، بل تزيد من الاستنكار والرفض لسياساتها العدوانية، مضيفًا إيران تعاني من أزمات داخلية وخارجية، وتحتاج إلى حلول سياسية ودبلوماسية، وليس عسكرية.