مناورات بحرية إيرانية بصواريخ كروز متطورة ورسائل تحذير لإسرائيل وأمريكا

مناورات بحرية إيرانية بصواريخ كروز متطورة ورسائل تحذير لإسرائيل وأمريكا

مناورات بحرية إيرانية بصواريخ كروز متطورة ورسائل تحذير لإسرائيل وأمريكا
إيران

أجرت البحرية الإيرانية مناورات واسعة النطاق تضمنت اختبار مجموعة من صواريخ كروز المضادة للسفن، في إطار مناورات أطلقت عليها اسم القوة المستدامة 1404، بحسب ما أوردته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.


وبحسب شبكة "إيران إنترناشونال"، فإن المناورات التي استمرت يومين شملت إطلاق صواريخ ناصر وقادر وغادر من بطاريات ساحلية وسفن حربية بينها الزورق الصاروخي جناوة والمدمرة سبلان.


وأكدت وكالة تسنيم شبه الرسمية أن هذه الصواريخ، بمداها المختلف، أصابت الأهداف البحرية المحددة بدقة عالية، ووصفتها السلطات بأنها أنظمة متطورة تتسم بقدرة على مراوغة الرادار ودقة إصابة عالية، ومصممة لمواجهة أهداف بحرية وساحلية على حد سواء.


تزامنت التدريبات مع يوم الصناعات الدفاعية الوطني في إيران، حيث أكدت وزارة الدفاع أن البلاد انتقلت من مرحلة الاعتماد على الخارج إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في مجالات الصواريخ والأسلحة والفضاء.


وحذّرت الوزارة من أن أي خطأ في الحسابات بالمنطقة سيُقابل برد قوي من القوات المسلحة الإيرانية، مشيرة إلى أن حرب يونيو التي استمرت 12 يومًا أثبتت فعالية الأسلحة الإيرانية، وأن الصناعة الدفاعية الإيرانية ستُواصل التوسع دون توقف.

الفوارق بين أسطولين


تحتفظ إيران بقوتين بحريتين منفصلتين: البحرية التقليدية التابعة للجيش النظامي، وبحرية الحرس الثوري. ورغم أن كليهما مكلف بالدفاع عن المصالح الإيرانية في البحر، إلا أن مهامهما وأساليب عملهما تختلف بوضوح.


يُؤكد محللون أن بحرية الحرس الثوري تعتمد على أسلوب الحرب غير المتكافئة باستخدام الزوارق السريعة والسفن الصغيرة المجهزة بالصواريخ والتكتيكات المباغتة، بينما تُركز البحرية التقليدية على استخدام منصات أكبر مثل الفرقاطات والكورفيتات والغواصات.


كما أن توزيع المهام الجغرافية بينهما واضح، إذ تُسيطر البحرية على بحر عمان والمحيط الهندي وبحر قزوين، بينما يتولى الحرس الثوري السيطرة على الخليج العربي ومضيق هرمز حيث سبق أن احتجز سفنًا غربية وتعقب قطعًا أمريكية.


ويرى خبراء أن اعتماد الحرس الثوري على الألغام البحرية وأسراب الزوارق الصغيرة يمنحه تفوقًا تكتيكيًا في الخليج العربي، في وقت تبقى البحرية التقليدية مقيدة بأسطول قديم يعود لسبعينيات القرن الماضي وبالعقوبات التي تمنع تحديثه.


ومنذ 1979، فرضت الولايات المتحدة عقوبات واسعة على إيران حرمتها من التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، ما دفعها للاعتماد على التطوير المحلي وتكييف الأنظمة القديمة.

دعوات للتحديث المستمر


وشدد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء عبدالرحيم موسوي على أن الضمان الوحيد لأمن البلاد يتمثل في التحديث المستمر للأنظمة العسكرية.


وأكد أن تعزيز الردع وتطوير القدرات في مجالات البر والبحر والفضاء والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية والسيبرانية يُمثل السبيل الوحيد لمواجهة التهديدات.


بدوره، أعلن وزير الدفاع العميد عزيز نصير زاده أن إيران طورت جيلًا جديدًا من الصواريخ أكثر تطورًا من تلك التي استخدمت في حرب يونيو.


وقال إن الصواريخ التي استُخدمت في الحرب جرى تصنيعها قبل سنوات، أما اليوم فقد امتلكت إيران صواريخ ذات قدرات أعلى، محذرًا من أنه إذا أقدم العدو الصهيوني على مغامرة جديدة فسيتم استخدامها.


وأضاف أن أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية بما فيها ثاد وباتريوت وآرو والقبة الحديدية أثبتت محدودية فعاليتها، حيث اعترضت نحو 40% من الصواريخ الإيرانية في بداية الحرب، لكن النسبة انخفضت إلى 10% فقط مع نهايتها.

الحرب لم تنتهِ


وفي موازاة ذلك، قال اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الإيراني علي خامنئي: إن وقف إطلاق النار في يونيو ليس إلا مرحلة مؤقتة.


وأضاف أن إيران ليست في حالة هدنة بل في مرحلة من الحرب، وأن احتمال اندلاع جولة جديدة يبقى قائمًا، معتبرًا أن إيران يجب أن تستمر في تعزيز قدراتها الدبلوماسية والسيبرانية والصاروخية والطائرات المسيرة، لأن الضعيف ـ على حد تعبيره ـ يدهس في نظام الطبيعة.

موقف إسرائيلي متشدد


من جهته، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق إيال زمير أن الحملة العسكرية في يونيو كانت ضربة استباقية لإزالة تهديد وجودي متنامٍ من إيران، مشيرًا إلى أن إسرائيل قادرة على تكرار الضربة إذا لزم الأمر، وبقوة أكبر.


وكانت إسرائيل قد شنّت ضربات مفاجئة في 13 يونيو استهدفت قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين ومواقع مرتبطة بالدفاع الجوي والبرنامج النووي، وأدت بحسب طهران إلى مقتل 1062 شخصًا بينهم 786 عسكريًا و276 مدنيًا.