خبير علاقات دولية: قمة الدوحة وضعت إسرائيل أمام اختبار حقيقي

خبير علاقات دولية: قمة الدوحة وضعت إسرائيل أمام اختبار حقيقي

خبير علاقات دولية: قمة الدوحة وضعت إسرائيل أمام اختبار حقيقي
قمة الدوحة

بعد انعقاد القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في العاصمة القطرية الدوحة، تتجه الأنظار إلى ما بعد صدور بيانات الإدانة والتنديد، والتركيز على كيفية تطبيق القرارات على أرض الواقع، خصوصًا في ظل استمرار إسرائيل في تصعيدها العسكري ومحاولاتها لاستفزاز المنطقة بأسرها.

القمة، التي جمعت قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية، خرجت بتأكيد واضح على ضرورة التحرك الجماعي لوقف العدوان على غزة، وضمان حماية المدنيين، إضافة إلى التشديد على دعم القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة. 

وشدد البيان الختامي على رفض أي محاولات لفرض حلول قسرية أو تغيير ديموغرافي في القطاع.

ورغم هذه المخرجات، يرى مراقبون أن التحدي الأبرز يكمن في آليات التنفيذ، ومدى استعداد العواصم العربية والإسلامية لتحويل هذه القرارات إلى خطوات عملية، سواء عبر الضغط الدبلوماسي على القوى الدولية، أو من خلال تفعيل أدوات اقتصادية وسياسية لردع إسرائيل.

في المقابل، تواصل إسرائيل تحركاتها العسكرية في غزة، بالتوازي مع رسائل سياسية متعمدة تهدف لاستفزاز المنطقة، في محاولة لاختبار جدية الموقف العربي والإسلامي. 

ويرى محللون، أن نجاح القمة لن يقاس بما صدر عنها من بيانات، بل بقدرة الدول الأعضاء على الالتزام بتطبيق قراراتها ومواجهة أي محاولات إسرائيلية لجر المنطقة نحو مزيد من التوتر والتصعيد.

أكد الدكتور أشرف سنجر، خبير العلاقات الدولية، أن القمة العربية الإسلامية في الدوحة تمثل محطة مفصلية في مسار التعامل مع التصعيد الإسرائيلي في غزة، مشيرًا أن نتائجها ستحدد مدى جدية الموقف العربي والإسلامي في مواجهة السياسات الإسرائيلية.

وأوضح سنجر  لـ"العرب مباشر"، أن القمة خرجت برسائل واضحة برفض الاحتلال ومحاولاته لفرض حلول قسرية أو تغيير ديموغرافي في القطاع، لكنها في الوقت ذاته تضع الدول المشاركة أمام مسؤولية ترجمة هذه القرارات إلى خطوات عملية، سواء عبر الضغط الدبلوماسي على العواصم المؤثرة أو من خلال تفعيل أوراق القوة الاقتصادية والسياسية.

وأضاف: أن إسرائيل تحاول باستمرار استفزاز المنطقة بأسرها من خلال التصعيد العسكري والرسائل السياسية العدائية، معتبرًا أن الرد الفعلي لا يكمن في البيانات فقط، وإنما في بناء موقف موحد قادر على ردع هذه السياسات وفرض معادلة جديدة على الأرض.

وشدد سنجر على أن المرحلة المقبلة ستكشف إن كان الموقف العربي والإسلامي قادرًا على الانتقال من دائرة التنديد إلى دائرة الفعل، وهو ما سيشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى تأثير هذه القمة وفاعليتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.