ظهرت فجأة.. من هي كتائب محمد الضيف؟

ظهرت فجأة.. من هي كتائب محمد الضيف؟

ظهرت فجأة.. من هي كتائب محمد الضيف؟
كتائب محمد الضيف

في سابقة مثيرة للانتباه، أعلنت فصائل مسلحة تطلق على نفسها اسم "كتائب محمد الضيف" مسؤوليتها عن إطلاق صاروخين من سوريا نحو مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل. 

هذه المرة الأولى التي تذكر فيها هذه الكتائب بالاسم، وسط تضارب في التحليلات حول طبيعة هذا الفصيل ومدى ارتباطه بحركة حماس أو بفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى.

الهجوم لم يسفر عن إصابات أو أضرار مادية، لكنه أثار أسئلة واسعة داخل الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل والمنطقة، خصوصًا أنه يأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، وبعد شهور من مقتل محمد الضيف، القائد العسكري البارز في حركة حماس.

من هي "كتائب محمد الضيف"؟

الاسم بحد ذاته يشي بالكثير، فـ"محمد الضيف" هو أحد أبرز الشخصيات العسكرية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقائد الجناح العسكري لحماس "كتائب القسام" حتى إعلان مقتله في يوليو 2024 خلال غارة إسرائيلية على خان يونس، وهي رواية أكدتها الحركة لاحقًا.

وبحسب البيان الذي صدر عن هذه المجموعة الجديدة في 31 مايو 2025 على تطبيق تليجرام، فإن الكتائب "لا تمثل حزبًا أو تنظيمًا"، بل تصف نفسها بأنها "فعل ثوري مقاوم حر، ينبض في كل شارع ومخيم وزقاق"، كما ورد نصًا. 

وجاء في البيان التأسيسي، أن إطلاق اسم محمد الضيف هو "وفاء للدماء الطاهرة وامتداد لطريق المقاومة المستمر".

وأكدت الكتائب في رسالتها إلى إسرائيل أنها ستكون "سيفًا مسلطًا على الرقاب"، مشيرة أنها ستنفذ عملياتها "أينما وجد الاحتلال".

هل هي امتداد لحماس أم كيان مستقل؟

ورغم التشابه الواضح في الاسم والخطاب مع حركة حماس وذراعها العسكري "القسام"، إلا أن البيان التأسيسي حرص على نفي أي انتماء تنظيمي، في ما قد يفسر على أنه محاولة لتوسيع القاعدة الجماهيرية أو العمل في مناطق لا تغطيها حماس.

وبعض التحليلات ذهبت إلى اعتبار أن "كتائب محمد الضيف" قد تكون تشكيلًا غير مركزي، أو خلايا محلية تتبنى فكر القسام دون أن تكون على اتصال تنظيمي مباشر بالحركة، وهو نهج سبق أن اتبعته فصائل فلسطينية أخرى، خصوصًا بعد توجيه ضربات قاسية لبنيتها القيادية.

التوقيت والدلالة

الهجوم الذي تبنته الكتائب يأتي في سياق حساس للغاية، فإسرائيل تواصل تصعيدها في جنوب لبنان وغزة وسوريا، فيما تعاني الجبهة السورية من تصدعات داخلية منذ سقوط الرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2024، وتولي أحمد الشرع منصب الرئاسة خلفًا له.

ويقول المحلل السياسي الدكتور هاني المصري: إن ظهور فصيل يطلق على نفسه اسم كتائب محمد الضيف يحمل بعدًا رمزيًا عميقًا في هذا التوقيت، فاسم الضيف لم يعد مجرد قائد عسكري، بل أصبح أيقونة مقاومة بعد اغتياله، واستحضاره الآن رسالة بأن المشروع المقاوم لم يكسر بمقتله، وإن إسرائيل أمامها المزيد لإنهاء حماس. 

ويضيف المصري -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن البيان الأول للكتائب يشير إلى تبني لفكرة العمل اللامركزي والثوري غير المؤطر تنظيميًا، وهو توجه بدأ يظهر في عدة مناطق، خصوصًا مع تصاعد العمل الفردي والمنفلت من الهياكل التقليدية.

وأكد أن اختيار الجولان كنقطة اشتباك يحمل رسائل مزدوجة، الأولى لإسرائيل بأن حدودها الجنوبية لم تعد آمنة، والثانية موجهة للنظام السوري الجديد بأن هناك قوى مقاومة ما زالت تنشط في أرضه، وقد تفعل ذلك دون تنسيق مسبق.