محلل سياسي : الغارات الإسرائيلية رسالة ضغط تهدف لإفشال جهود تثبيت الهدنة في غزة
محلل سياسي : الغارات الإسرائيلية رسالة ضغط تهدف لإفشال جهود تثبيت الهدنة في غزة
شهد قطاع غزة، فجر أمس الاثنين، واحدة من أعنف الليالي منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، حيث شنت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية مكثفة على مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة العشرات، في حصيلة تُعد الأكبر منذ بدء الهدنة.
وقالت وزارة الصحة في غزة: إن الغارات استهدفت منازل مأهولة في جباليا والنصيرات والزيتون، ما أدى إلى انهيار عدد من الأبنية فوق ساكنيها، بينما ما تزال فرق الدفاع المدني تواصل أعمال البحث تحت الأنقاض في ظل نقص حاد في المعدات والإمدادات الطبية.
وجاء التصعيد الإسرائيلي رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن والقاهرة، إذ قالت مصادر فلسطينية: إن الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية نفذت أكثر من 40 غارة خلال ساعات الليل، استهدفت مناطق سكنية ومواقع مدنية بشكل مباشر.
من جهته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن اتفاق وقف إطلاق النار “ما زال قائمًا”، لكنه شدد في تصريحات له على أن “لإسرائيل الحق في الرد إذا تعرضت لهجمات”، داعيًا في الوقت نفسه إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يهدد بانهيار الهدنة.
في المقابل، أدانت فصائل فلسطينية الهجمات ووصفتها بأنها “خرق واضح للاتفاق”، محملة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات التصعيد، فيما حذرت من أن استمرار الغارات يهدد بانفجار الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلًا في القطاع.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تحاول فيه أطراف إقليمية ودولية إعادة تثبيت الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وسط تحذيرات من أن انهيارها قد يعيد المنطقة إلى مربع المواجهة الشاملة.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي: إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، وأسفرت عن أكثر من مئة شهيد في ليلة واحدة، تمثل خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وتكشف عن نية إسرائيلية مبيتة لإفشال الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتثبيت الهدنة.
وأوضح البرغوثي لـ"العرب مباشر"، أن هذا التصعيد الإسرائيلي يأتي في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، من خلال الضغط العسكري واستهداف المدنيين، مشيرًا إلى أن ما حدث في جباليا والنصيرات والزيتون هو “جريمة حرب مكتملة الأركان” بحق السكان العزّل.
وأضاف: أن استمرار الغارات رغم وجود اتفاق تهدئة يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تحاول توظيف التصعيد لخدمة أهداف سياسية داخلية، عبر كسب دعم التيار اليميني المتشدد، وإرسال رسالة بأن تل أبيب لا تخضع لأي التزامات دولية.
وأكد البرغوثي، أن صمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم الإسرائيلية شجع تل أبيب على التمادي في انتهاكاتها، داعيًا إلى تحرك فوري من الأمم المتحدة والدول الضامنة لاتفاق الهدنة، لوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين في غزة.
وشدد المحلل الفلسطيني، على أن ما يجري يهدد بانهيار الهدنة الهشة، ما لم يتم الضغط الجاد على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية والالتزام بتعهداتها الإنسانية والسياسية.

العرب مباشر
الكلمات