غارات إسرائيلية مكثفة على صنعاء عقب هجمات الحوثيين بالمسيرات على إيلات
غارات إسرائيلية مكثفة على صنعاء عقب هجمات الحوثيين بالمسيرات على إيلات

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، غارات جوية مكثفة تنفذها القوات الجوية الإسرائيلية، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصعيد عسكري متبادل في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى الرد على هجمات متكررة من الحوثيين استهدفت أراضيها في الأسابيع الأخيرة، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
هجوم الحوثيين
وأوضحت التقارير الإعلامية، أن هذه الضربات الجوية تأتي بعد يوم واحد فقط من هجوم بطائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون وأصاب مدينة إيلات الواقعة على خليج العقبة جنوب إسرائيل؛ ما أسفر عن إصابة نحو عشرين شخصًا بينهم حالتان وصفت بالخطيرة.
ويُنظر إلى هذه الهجمات على أنها تصعيد جديد في نطاق الصراع الإقليمي، مع تحذيرات من اتساع رقعة المواجهات إلى مناطق أبعد.
الغارة الإسرائيلية
وتزامنت الغارات الإسرائيلية مع إلقاء زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي خطابه الأسبوعي المعتاد، ما أضفى بعدًا سياسيًا إضافيًا على التوقيت.
ويعتبر هذا التطور مؤشرًا على أن إسرائيل تتابع عن كثب تحركات الحوثيين وخطابات قيادتهم، في وقت تتزايد فيه الدعوات الإقليمية والدولية لاحتواء التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر والمجال الجوي اليمني.
ويأتي هذا التصعيد في ظل حالة من القلق الدولي من امتداد النزاع في غزة والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى جبهات جديدة في المنطقة، وهو ما يهدد بإشعال مواجهات أوسع قد تشمل أطرافًا إقليمية أخرى.
وفي هذا السياق يرى محللون، أن استهداف صنعاء يمثل تحوّلاً نوعيًا في سياسة الردع الإسرائيلية تجاه الحوثيين، بعد سنوات من الاكتفاء بالرد غير المباشر أو عبر القنوات الدبلوماسية والأمنية.
وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل الأوضاع في اليمن والمنطقة برمتها، خصوصًا مع استمرار الحوثيين في إعلان دعمهم للفصائل المسلحة المناوئة لإسرائيل، وتأكيدهم أن هجماتهم تأتي ردًا على العمليات الإسرائيلية في غزة.
في المقابل، تصر تل أبيب على أن الضربات الجوية هي إجراءات دفاعية تهدف إلى وقف الهجمات على أراضيها وحماية أمن مواطنيها.
ويرى مراقبون، أن استمرار هذا النهج التصعيدي قد يفتح الباب أمام جولات جديدة من العنف في البحر الأحمر والممرات البحرية الاستراتيجية، وهو ما يهدد الملاحة الدولية ويزيد الضغوط على القوى الكبرى للتدخل في محاولة لاحتواء الأزمة ومنع توسعها أكثر.