حزب الله في أضعف حالاته.. هل فقدت الميليشيا اللبنانية شعبيتها في لبنان؟
حزب الله في أضعف حالاته.. هل فقدت الميليشيا اللبنانية شعبيتها في لبنان؟
في تطور لافت ونادر، أدلى الصحفي والمحلل السياسي اللبناني رامي نعيم بتصريحات شديدة اللهجة وغير مسبوقة ضد منظمة حزب الله، مؤكدًا أن التنظيم يمر بحالة من الانهيار الداخلي الشامل، وأنه فقد قدراته الميدانية وثقة الجمهور به، وتنبأ نعيم بأن لبنان وإسرائيل سيتجهان قريبًا نحو توقيع اتفاق سلام، وفقًا لما نقلته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
تفكك داخلي وفقدان القدرات العسكرية
خلال مقابلة استثنائية مع بودكاست "Poli Cast مع سابين"، الذي تقدمه سابين يوسف، أكد نعيم أن حزب الله، الذي كان يُعتبر في السابق قوة عسكرية فاعلة ومهابة، تحوّل إلى كيان مفكك ومرتبك.
وفي تصريح صادم، زعم نعيم أن التنظيم فقد السيطرة على ترسانته الصاروخية الأساسية، قائلاً: "أولئك الذين كانوا يعرفون أين توجد الصواريخ المتبقية ماتوا".
وأضاف: "هل تعلمين أن حزب الله الآن لا يعرف أين هي صواريخه الباليستية أو صواريخه الدقيقة. لا توجد خرائط. لقد تفكك حزب الله، الأمر انتهى. أعدك، حزب الله قد ولّى! لم تبقَ لديهم حتى مقاليع وبنادق مياه!".
انقسام القيادة والتبعية لإيران
يشير الصحفي اللبناني إلى وجود صدع عميق داخل المنظمة نفسها، وتحديدًا بين الجناح السياسي الذي يميل إلى التفاوض، والقيادة التي تتلقى أوامرها بشكل مباشر من إيران.
ووصف نعيم نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بلهجة ساخرة وحادة، بأنه مجرد أداة لإيران، قائلاً: "الشيخ نعيم قاسم مثل ذلك المذيع الذي يقرأ نشرة الأخبار، لكنه ليس هو من يكتبها. الإيرانيون يكتبون له، وهو يقرأ فقط".
وشدد نعيم على أن مشروع حزب الله ليس مشروعًا لبنانيًا على الإطلاق، بل هو في جوهره إمبريالية إيرانية مغطاة بشعار "المقاومة".
المواجهة الحالية: ضغط من أجل التفاوض
في تحليله للوضع الميداني الحالي بين حزب الله وإسرائيل، أوضح نعيم، أن ما يجري ليس حربًا شاملة، بل هو مجرد مناورات تخويف وضغط تهدف إلى دفع لبنان نحو طاولة المفاوضات المباشرة.
وأفاد بأن: "كل هذا تخويف وضغط - للوصول إلى مفاوضات مباشرة".
كما تناول نعيم الأساس الأيديولوجي والديني الذي يستند إليه حزب الله، واصفًا إياه بأنه "منفصل تمامًا عن الواقع".
فقدان الدعم الجماهيري والتحول إلى "موضع للسخرية"
يستخدم نعيم صورة وفيق صفا، المسؤول الأمني الرفيع السابق في التنظيم، لتوضيح حجم الانهيار، متسائلاً بتهكم: "هل تتخيلين، وفيق صفا يجلس على صخرة الروشة ويقص عن 'السيد'؟ هل ترين هذا المشهد الكوميدي؟".
وخلص إلى أن حزب الله تحول من "قوة رادعة إلى موضع للسخرية"، وفقد الدعم الشعبي حتى بين حلفائه السابقين.
وانتقد نعيم بشدة أسلوب حزب الله في إسكات المعارضة الداخلية، مستخدمًا تهديد "سلاح المقاومة": "كل من عارض سلاحكم حولتموه إلى صهيوني. كل من قال لكم إنه لا يريد سلاحكم أصبح عميلاً".
توقع سلام "بارد" بين لبنان وإسرائيل
في ختام مقابلته، رسم نعيم صورة واضحة للمستقبل السياسي في لبنان والمنطقة، متوقعًا أن الأمور تتجه نحو حل عالمي وليس حلاً لبنانيًا بحتًا، ينتهي بتوقيع اتفاق سلام بين إسرائيل ولبنان.
وقال: "الأمور تسير نحو حل عالمي، وليس لبنانيًا.. هذا الموضوع برمته سينتهي بالتوقيع على اتفاق سلام. سيوقّع من طرف جوزيف عون، ومن الطرف الآخر بنيامين نتنياهو".
ومع ذلك، أكد نعيم أن هذا السلام سيكون "سلامّا باردًا"، مشابهًا لاتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، موضحًا: "نحن مع السلام، لسنا مع التطبيع، التطبيع ستقوم به الأجيال القادمة، إن أرادت".

العرب مباشر
الكلمات