فرح حذر في غزة وتل أبيب بعد إعلان المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار
فرح حذر في غزة وتل أبيب بعد إعلان المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار

شهدت كل من غزة وإسرائيل موجات من الفرح والاحتفال عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أن مشاعر الحذر والقلق لم تغب عن المشهد، إذ يخشى الطرفان من انهيار الاتفاق قبل تنفيذه الكامل، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
اتفاق المرحلة الأولى برعاية أمريكية ومصرية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن المفاوضين نجحوا في التوصل إلى اتفاق في مدينة شرم الشيخ المصرية، يقضي ببدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وأوضح ترامب، أن الاتفاق يتضمن الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها، تمهيدًا لوقف شامل للأعمال القتالية.
من جانبه، أكد مسؤول قطري، أن الاتفاق سيمهد لإنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
لكن تفاصيل القضايا الجوهرية ظلت غامضة، خاصة ما يتعلق بنزع سلاح حماس، ومستقبل إدارة قطاع غزة، وضمانات الأمن التي قد تمنع اندلاع مواجهات جديدة في المستقبل.
احتفالات في تل أبيب ومشاهد أمل في غزة
في تل أبيب، امتلأت ساحة الرهائن بالمواطنين الذين خرجوا يحتفلون بالاتفاق، معربين عن أملهم في عودة ذويهم من الأسر بعد عامين من الغياب.
وشوهدت عائلات الرهائن وأصدقاء المحتجزين وهم يعانقون بعضهم البعض ويرفعون الأعلام، فيما عبّر كثيرون عن امتنانهم للرئيس ترامب بعد إعلان التوصل إلى الاتفاق.
وقال أحد السكان من تل أبيب لقناة "سي إن إن": إن قلبه مفعم بالفرح، مضيفًا أن لحظة عودة الرهائن ستكون بداية جديدة بعد عامين من الألم والانتظار.
أما في غزة، فقد خرج عشرات الفلسطينيين إلى الشوارع في مدينة خان يونس احتفالاً بالاتفاق في الساعات الأولى من فجر الخميس.
تجمع المواطنون بالقرب من مستشفى ناصر مرددين الهتافات ومعبّرين عن أملهم بانتهاء الحرب المدمرة التي حوّلت القطاع إلى أنقاض.
وقال أحد سكان خان يونس: إن هذه لحظات تاريخية طال انتظارها بعد عامين من القتل والدمار، بينما عبّرت طفلة صغيرة من غزة عن سعادتها بالاتفاق لأنها قد تتمكن أخيرًا من العودة إلى منزلها الذي دُمر خلال الحرب.
الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب رغم الهدنة
ورغم أجواء الفرح، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وضع قواته في حالة استعداد لأي طارئ، محذرًا من إمكانية انهيار الاتفاق في أي لحظة.
كما دعا المتحدث العسكري الإسرائيلي بالعربية، أفيخاي أدرعي، سكان غزة إلى عدم العودة إلى شمال القطاع أو الاقتراب من المناطق التي تتمركز فيها القوات الإسرائيلية.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن الغارات الإسرائيلية لم تتوقف بالكامل، وأن القصف ما زال مستمرًا في بعض مناطق مدينة غزة.
عائلات الرهائن بين الأمل والحذر
وفي إسرائيل، عبّرت عائلات الرهائن عن فرحتها الكبيرة بالاتفاق، لكنها شددت على ضرورة التريث حتى تنفيذ بنوده فعليًا.
وقال أحد المحررين السابقين من الأسر: إنه لا يستطيع تصديق الخبر، بينما نشرت عائلة أخرى تسجيلاً مصورًا تعبّر فيه عن شكرها للرئيس الأمريكي على جهوده في التوصل إلى الاتفاق.
وأظهرت لقطات من منتدى عائلات الرهائن في واشنطن ترامب وهو يتحدث هاتفيًا مع عدد من ذوي الأسرى، مؤكدًا لهم أن أبناءهم سيعودون إلى ديارهم يوم الاثنين المقبل.
تزامن الاتفاق مع الذكرى الثانية لهجمات السابع من أكتوبر 2023 التي أودت بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وأسفرت عن أسر 251 شخصًا. وما تزال حماس تحتجز 48 رهينة في غزة، يُعتقد أن نحو 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة.
رغم ذلك، سادت حالة من القلق بين العائلات التي فقدت أبناءها، إذ يخشى كثيرون أن تكون وعود الهدنة الجديدة كسابقاتها التي انهارت سريعًا بعد إعلانها.
فرحة حذرة في غزة المدمرة
في قطاع غزة، كان الإعلان عن الاتفاق بمثابة بصيص أمل نادر وسط مشاهد الدمار الواسعة التي خلّفتها الحرب.
تجمّعت أعداد محدودة من الفلسطينيين في خان يونس وهم يغنون ويرقصون، بينما قال أحد السكان: إنهم يشكرون كل من ساهم في وقف الحرب وحقن الدماء، مشيرًا أن سكان القطاع بأكملهم ينتظرون تنفيذ الهدنة بفارغ الصبر.
وأفاد آخر، بأن كل العرب، بل العالم أجمع، يرحبون بالاتفاق وينتظرون أن يكون بداية النهاية للمعاناة الطويلة في غزة.