إدارة ترامب تفرض أكبر عقوبات نفطية على روسيا منذ اندلاع الحرب
إدارة ترامب تفرض أكبر عقوبات نفطية على روسيا منذ اندلاع الحرب

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد قطاع النفط الروسي، في خطوة تهدف إلى ممارسة ضغط مباشر على الرئيس فلاديمير بوتين لإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
واستهدفت العقوبات شركتي روسنفت ولوك أويل، وهما من أكبر المؤسسات الاقتصادية في روسيا، إلى جانب عدد من الشركات التابعة لهما.
وتعد هذه الخطوة الأكبر من نوعها منذ اندلاع الحرب، وجاءت استجابة لمطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والضغوط المتزايدة من الكونغرس الأمريكي، بشقيه الجمهوري والديمقراطي، لحرمان موسكو من مواردها النفطية التي تموّل عملياتها العسكرية.
تصريحات ترامب وموقف وزارة الخزانة
قال الرئيس الأمريكي: إن الهدف من العقوبات هو دفع بوتين إلى التفاوض بطريقة متوازنة، مؤكدًا أن الحل السياسي يتطلب مرونة من الطرفين المتنازعين.
من جانبه، أوضح وزير الخزانة سكوت بيسنت، أن العقوبات جاءت ردًا على استمرار روسيا في ما وصفه بالحرب العبثية ضد أوكرانيا، مؤكدًا أن وزارة الخزانة مستعدة لتوسيع الإجراءات في حال استمرار التعنت الروسي.
ودعا بيسنت الحلفاء الأوروبيين إلى الانضمام الكامل للعقوبات وتطبيقها بدقة لحرمان الكرملين من تمويل آلته الحربية.
توقيت متزامن مع زيارة أمين عام الناتو
تزامن الإعلان الأمريكي مع زيارة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إلى واشنطن لإجراء محادثات مع ترامب.
وأكد روته، أن أنظمة الدفاع الجوي التي تمولها أوروبا وتشتريها من الولايات المتحدة ساهمت في منع العديد من الهجمات الروسية، مشيرًا إلى أن التنسيق العسكري بين واشنطن وأوروبا أصبح ضروريًا لتعزيز حماية المدن الأوكرانية من الغارات المتكررة.
تصعيد روسي جديد وضحايا مدنيون
جاءت العقوبات عقب هجمات روسية عنيفة استهدفت عددًا من المدن الأوكرانية، من بينها كييف وخاركيف وأوديسا؛ ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص بينهم أم وطفلتان، وإصابة العشرات بجروح.
وفي خاركيف، أصابت الطائرات المسيّرة الروسية روضة أطفال أثناء وجود الأطفال داخلها، ما أثار موجة استنكار دولية.
واعتبر زيلينسكي أن هذه الهجمات تهدف إلى بث الرعب في نفوس المدنيين، مؤكدًا أن كييف لن تتراجع وستواصل الضغط من أجل فرض مزيد من العقوبات على موسكو.
جمود في جهود السلام
رغم المساعي المتكررة من إدارة ترامب للتوصل إلى تسوية سلمية، لم تحقق الجهود الأمريكية أي اختراق حقيقي حتى الآن.
وأبدى ترامب استياءه من موقف بوتين الرافض لأي تنازلات، مشيراً إلى أن عقد اجتماع جديد معه سيكون مضيعة للوقت في ظل غياب استعداد روسي للحوار.
وفي المقابل، اتهمت الدول الأوروبية بوتين بالمماطلة والسعي لكسب الوقت عبر التصعيد العسكري واستعراض القوة النووية، خاصة بعد أن أمر بإجراء مناورات للقوات الاستراتيجية الروسية.
أوكرانيا ترد بهجمات داخل الأراضي الروسية
أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية، أنها نفذت ضربات جوية استهدفت منشآت صناعية وعسكرية داخل روسيا، من بينها مصنع كيميائي في منطقة بريانسك ومصفاة نفط في داغستان، إضافة إلى مصنع ميكانيكي في موردوفيا.
وأكدت كييف، أن هذه العمليات جاءت ردًا على القصف الروسي المكثف وأنها استخدمت فيها صواريخ بريطانية الصنع من طراز ستورم شادو.
من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن دفاعاتها الجوية أسقطت أكثر من ثلاثين طائرة مسيّرة أوكرانية فوق عدة مناطق، من بينها سانت بطرسبرغ؛ مما تسبب في تعليق الرحلات الجوية في ثمانية مطارات بشكل مؤقت.
جولة زيلينسكي الأوروبية
واصل الرئيس الأوكراني جولاته الخارجية لتعزيز الدعم الدولي لبلاده، حيث وصل إلى النرويج قبل أن يتوجه إلى السويد.
وفي ستوكهولم، وقّع اتفاقًا مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون لاستكشاف إمكانية شراء ما يصل إلى 150 طائرة مقاتلة من طراز غريبن خلال السنوات المقبلة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة لتحديث سلاح الجو الأوكراني الذي يضم بالفعل طائرات أمريكية من طراز إف-16 وفرنسية من طراز ميراج.