تصعيد خطير في الضفة: مستوطنون يحرقون قرية فلسطينية ونتنياهو يندد

تصعيد خطير في الضفة: مستوطنون يحرقون قرية فلسطينية ونتنياهو يندد

تصعيد خطير في الضفة: مستوطنون يحرقون قرية فلسطينية ونتنياهو يندد
نتنياهو

شهدت الضفة الغربية المحتلة، مساء الاثنين، حادثة عنف جديدة بعدما أقدم مستوطنون إسرائيليون على اقتحام قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم وإشعال النيران في عدد من المنازل والمركبات، في تصعيد جديد ضمن سلسلة هجمات شهدتها مناطق متعددة خلال الأسابيع الأخيرة. 

وبحسب وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، فقد أثار هذا الاعتداء إدانات غير معتادة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين.

إرسال قوات إلى القرية 

أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه بالتعاون مع الشرطة دفع بقوات إضافية إلى القرية عقب تلقي بلاغات عن اعتداءات واسعة شملت إحراق ممتلكات وأعمال تخريب. 

وجاء الهجوم بعد ساعات من مواجهات وقعت بين قوات الأمن الإسرائيلية ومستوطني بؤرة استيطانية غير مرخصة كانت السلطات قد شرعت في إخلائها وهدمها، وفق ما أكدته الإدارة المدنية التابعة للجيش الإسرائيلي.

وخلال عمليات الإخلاء، أفادت الشرطة باعتقال ستة مشتبه بهم بعد اندلاع مواجهات شرسة شارك فيها عشرات المستوطنين، تخللها إلقاء الحجارة والقضبان المعدنية وإشعال الإطارات.

تصاعد الاعتداءات 

ويأتي الهجوم الأخير ضمن موجة متصاعدة من أعمال العنف التي تستهدف القرى الفلسطينية، والتي تزداد وتيرتها خلال موسم قطف الزيتون. 

وتشير تقارير الأمم المتحدة، أن شهر أكتوبر سجل أعلى عدد من الاعتداءات منذ بدء التوثيق، إذ تجاوزت الحوادث 260 واقعة تسببت بإصابات وأضرار مادية، يضاف إليها أكثر من 2660 اعتداءً سجل منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر.
وفي سياق العنف المتصاعد عبر الأراضي المحتلة، قتل هذا العام 690 فلسطينيًا و38 إسرائيليًا.

نتنياهو يصف المهاجمين بـ"قلة متطرفة"

أدان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الهجوم واصفًا منفذيه بأنهم قلة متطرفة، مؤكدًا أنه سيتابع القضية بشكل شخصي، وأنه سيجتمع مع الوزراء المعنيين لوضع آليات لمعالجة الظاهرة.

 وجاءت تصريحات نتنياهو في مستهل أسبوع حافل دبلوماسيًا بالنسبة لإسرائيل، وفي ظل تحذيرات أمريكية من أن اعتداءات المستوطنين قد تهدد اتفاق وقف إطلاق النار المستمر في غزة منذ شهر.

تحركات أممية وأمريكية 

في الوقت ذاته، صادق مجلس الأمن على خطة أمريكية جديدة بشأن غزة، تتضمن تشكيل قوة دولية للأمن وفتح مسار يقود إلى إمكانية إقامة دولة فلسطينية. 

ويعد هذا التصويت محطة أساسية في خطة وقف إطلاق النار المعلنة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمكونة من عشرين بندًا. 

ولم يعلّق القادة الإسرائيليون على القرار، غير أن نتنياهو أكد سابقًا رفضه المطلق لأي خطوة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، معتبرًا أنها تمثل مكافأة لحركة حماس.

وتأتي التطورات السياسية بينما يستعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للوصول إلى واشنطن، حيث يسعى ترامب إلى دفع الرياض نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقات أبراهام، بينما يشدد الجانب السعودي على ضرورة وجود مسار جدي نحو إقامة دولة فلسطينية قبل اتخاذ أي خطوة.

خلافات داخلية 

وفي سياق داخلي، أعلن نتنياهو تشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الإخفاقات الأمنية التي سمحت لمسلحي حماس بتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر عام 2023 الذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص. 

أثارت هذه اللجنة غضبًا واسعًا داخل إسرائيل، إذ لا تشبه لجان التحقيق القضائية المستقلة التي شكلتها الحكومات السابقة، بل تخضع لإشراف مباشر من نتنياهو، ما أثار مخاوف من محاولة التأثير على نتائج التحقيق.

اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد تشكيل اللجنة إهانة للضحايا والجنود الذين سقطوا في الحرب، متهمًا الحكومة بمحاولة الهروب من المسؤولية. وتشير استطلاعات صادرة عن معهد الديمقراطية الإسرائيلي إلى أن ثلاثة أرباع الإسرائيليين يفضلون لجنة مستقلة بالكامل.

أوضاع إنسانية متدهورة في غزة 

وفي قطاع غزة، تفاقمت الأوضاع الإنسانية -خلال الأيام الأخيرة- بسبب السيول التي اجتاحت مناطق عدة، حيث تأثرت نحو 13 ألف أسرة وفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية. 

وقال نازحون: إن الأمطار أغرقت خيامهم وجعلت لياليهم أكثر قسوة وسط برد شديد.

وتؤكد وزارة الصحة في غزة، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ بدء الحرب أدت إلى مقتل أكثر من 69 ألف فلسطيني، مشيرة إلى امتلاكها سجلات دقيقة يشرف عليها طاقم طبي متخصص.