قبل تصويت الكنيست.. 40 ديمقراطيًا يطالبون ترامب برفض ضم إسرائيل الضفة

قبل تصويت الكنيست.. 40 ديمقراطيًا يطالبون ترامب برفض ضم إسرائيل الضفة

قبل تصويت الكنيست.. 40 ديمقراطيًا يطالبون ترامب برفض ضم إسرائيل الضفة
الجيش الإسرائيلي

في خطوة نادرة داخل مجلس الشيوخ الأمريكي، وجه أكثر من أربعين سيناتورًا ديمقراطيًا، بقيادة السيناتور آدم شيف عن ولاية كاليفورنيا، رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوه فيها إلى إعادة تأكيد موقفه الرافض لقيام إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وذلك وفقًا لنسخة من الرسالة حصل عليها موقع "أكسيوس" الأمريكي.

وتزامنت الدعوة مع قيام الكنيست الإسرائيلي بالاستعداد للتصويت على مشروع قانون بفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة الغربية في ظل تواجد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بجانب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر مستشاري ترامب في إسرائيل لمتابعة اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة.

قلق من الخطط الإسرائيلية ومطالبة بإعادة التأكيد

وأوضح أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم، أن الوقت الحالي يتطلب من الإدارة الأمريكية توضيح موقفها بشكل قاطع، خاصة بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، مؤكدين أن تصريحات ترامب السابقة التي رفض فيها الضم تحتاج إلى تعزيز وتكرار لضمان وضوح الموقف الأمريكي لدى جميع الأطراف.

وأشار الموقع الأمريكي، إلى أن هذه الرسالة تمثل حالة نادرة من الإجماع بين أعضاء الحزب الديمقراطي على دعم أحد مواقف الرئيس ترامب، رغم الخلافات السياسية العميقة بين الجانبين.

 وكان السيناتور جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا الديمقراطي الوحيد الذي امتنع عن التوقيع على الرسالة.


مضمون الرسالة


وجاء في نص الرسالة: أن أعضاء مجلس الشيوخ يعبرون عن دعمهم لتصريحات ترامب المعارضة لأي خطوات من جانب الحكومة الإسرائيلية تهدف إلى ضم أراضٍ من الضفة الغربية، داعين إدارته إلى اتخاذ إجراءات تحافظ على إمكانية تحقيق حل الدولتين وعلى استمرارية نجاح اتفاقيات أبراهام التي تعد من أبرز إنجازات ترامب خلال ولايته الأولى.

وأضافت الرسالة، أن خطة السلام التي قدمها ترامب بشأن غزة لم تتطرق إلى مستقبل الضفة الغربية، مما يجعل من الضروري أن تؤكد الإدارة الأمريكية مجدداً رفضها لسياسة الضم الإسرائيلية.

 وحذر الموقّعون من أن أي تحرك من هذا النوع قد يهدد اتفاقيات أبراهام التي أسهمت في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية.

وأكدوا أن الولايات المتحدة مطالبة في هذه المرحلة الحساسة برفض أي إجراءات من شأنها تقويض فرص الوصول إلى تسوية تفاوضية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشيرين إلى أن الحفاظ على مسار الحل السلمي يتطلب التزامًا ثابتًا من واشنطن تجاه مبدأ الدولتين.

خلفية الأزمة وخطط الضم الإسرائيلية


تأتي هذه التحركات بعد أن درست حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا إمكانية ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية، ردًا على اعتراف عدد من الدول الغربية بدولة فلسطين في سبتمبر الماضي.

 وأثار هذا التوجه قلقًا عربيًا ودوليًا واسعًا، لما قد يحمله من تبعات سياسية وأمنية على المنطقة بأسرها.

وبحسب تقارير دبلوماسية، فقد أبلغت دولة الإمارات العربية المتحدة إدارة ترامب أن أي خطوة إسرائيلية نحو الضم ستلحق ضرراً بالغاً باتفاقيات أبراهام وتؤثر سلبًا على مسار التطبيع بين تل أبيب والعواصم العربية.

لقاء ترامب بالقادة العرب


وكان ترامب قد عقد الشهر الماضي اجتماعًا موسعًا مع قادة ومسؤولين كبار من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان، لبحث خطته لإنهاء الحرب في غزة، حيث طلب دعمهم للمبادرة الأمريكية.

ووفقًا لمصادر مطلعة، فقد قدّم القادة العرب مجموعة من الشروط للموافقة على الخطة، أبرزها التزام واشنطن بضمان عدم إقدام إسرائيل على ضم أي جزء من الضفة الغربية أو قطاع غزة.

وأكد ترامب ـ خلال الاجتماع ـ أنه لن يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا في أي خطوة من هذا النوع، مشددًا على أن أي محاولة لفرض واقع جديد على الأرض ستقوّض فرص السلام وتعرقل مساعي إنهاء الحرب. 

وبعد ثلاثة أيام فقط من الاجتماع، صرّح ترامب أمام الصحفيين بأنه سيمنع نتنياهو من تنفيذ أي عملية ضم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

رسالة ديمقراطية نادرة تدعم موقف ترامب

تعكس رسالة أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين تحوّلاً لافتًا في المشهد السياسي الأمريكي، إذ أبدى معظمهم للمرة الأولى توافقًا مع موقف للرئيس ترامب في قضايا الشرق الأوسط، ولا سيما في ما يتعلق بضرورة الحفاظ على حل الدولتين ومنع أي خطوات أحادية الجانب من شأنها زعزعة استقرار المنطقة.

ويرى مراقبون، أن هذه الرسالة تأتي في سياق الضغوط المتزايدة على الحكومة الإسرائيلية من كل من واشنطن والعواصم العربية، بهدف الحفاظ على التهدئة في غزة ومنع أي تصعيد جديد قد ينسف الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب وإعادة إطلاق مفاوضات السلام.