محللون: التحركات المصرية والعربية تؤسس لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار والاستقرار في غزة

محللون: التحركات المصرية والعربية تؤسس لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار والاستقرار في غزة

محللون: التحركات المصرية والعربية تؤسس لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار والاستقرار في غزة
حرب غزة

في ظل التحركات الدبلوماسية المتواصلة لتثبيت وقف إطلاق النار ودعم إعادة الإعمار في قطاع غزة، شهد أمس نشاطًا سياسيًا مكثفًا تمثل في اتصالات هاتفية أجراها الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، مع عددٍ من نظرائه العرب والأتراك، لبحث سبل دعم الجهود المصرية الرامية لترسيخ اتفاق شرم الشيخ للسلام، وتهيئة الأجواء لإطلاق مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والتنمية في القطاع.

فقد تطرق الوزير عبدالعاطي خلال اتصالاته مع الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، وهاكان فيدان وزير خارجية تركيا، إلى آخر التطورات في قطاع غزة، مؤكدًا على أهمية التنفيذ الكامل لبنود اتفاق شرم الشيخ لضمان إنهاء الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية.

كما استعرض الوزير التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر والتنمية في غزة، المقرر عقده بالقاهرة خلال نوفمبر الجاري، والذي يُنتظر أن يشكّل منصة أساسية لحشد الدعمين العربي والدولي لجهود إعادة إعمار القطاع وتحقيق الاستقرار.

وأكد المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، أن الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي مع عدد من وزراء الخارجية العرب وتركيا تمثل تحركًا محوريًا لإعادة الزخم العربي للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على بلورة رؤية شاملة تتجاوز وقف الحرب إلى إطلاق مسار سياسي وإنساني وتنموي متكامل في قطاع غزة.

وقال عوكل - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: إن هذه التحركات تعكس تنسيقًا عربيًا رفيع المستوى هدفه تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، وتهيئة المناخ الدولي لعقد المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار المقرر في القاهرة خلال نوفمبر الجاري، والذي سيشكل فرصة حقيقية لحشد الدعم المالي والسياسي لإعادة بناء القطاع.

وأضاف: أن التحرك المصري يحظى بتقدير فلسطيني واسع، لأنه يجمع بين العمل الدبلوماسي الفاعل والالتزام الإنساني تجاه غزة، لافتًا إلى أن القاهرة تبذل جهودًا متواصلة لإقناع الأطراف الدولية بضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام التي تركز على التنمية والاستقرار.


وختم عوكل تصريحاته بالتأكيد على أن التحرك العربي بقيادة مصر يعيد الأمل للفلسطينيين في أن يكون هناك أفق سياسي واقعي يضمن إعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية إلى القطاع بعد سنوات من المعاناة.

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي مع نظرائه في السعودية والأردن وتركيا، تأتي في إطار تحرك دبلوماسي منسق تقوده القاهرة لإعادة ضبط الإيقاع السياسي في الملف الفلسطيني بعد التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ للسلام.

وأوضح فهمي - في تصريحات خاصة-، أن هذا التحرك يعكس إصرارًا مصريًا على الانتقال من مرحلة وقف الحرب إلى مرحلة البناء وإعادة الإعمار، عبر مسار واضح يشمل أبعاداً سياسية وإنسانية وتنموية، مشيرًا إلى أن القاهرة تتحرك في مسارين متوازيين: الأول تثبيت التهدئة وضمان التزام الأطراف ببنود الاتفاق، والثاني حشد الدعم الدولي والإقليمي للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار المقرر عقده في نوفمبر الجاري.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن التحركات المصرية مدعومة بغطاء عربي واسع، خاصة من السعودية والأردن، ما يمنحها ثقلاً استراتيجياً في إدارة المرحلة المقبلة، لافتًا إلى أن انعقاد المؤتمر في القاهرة يعكس الثقة الدولية في الدور المصري باعتباره محور الاستقرار الإقليمي.

وختم فهمي تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الجهود تمثل بداية مرحلة جديدة من الشراكة الإقليمية لإعادة إعمار غزة، قد تُسهم في إعادة صياغة المشهد السياسي الفلسطيني على أسس من الواقعية والتنسيق العربي المشترك.