عبد السلام محمد : الحوثي يناور سياسيًا بعد تعهده بوقف تهديد الملاحة.. وتصعيده تجاه إسرائيل جزء من تفاوض إيراني

عبد السلام محمد : الحوثي يناور سياسيًا بعد تعهده بوقف تهديد الملاحة.. وتصعيده تجاه إسرائيل جزء من تفاوض إيراني أعلى السقف

عبد السلام محمد : الحوثي يناور سياسيًا بعد تعهده بوقف تهديد الملاحة.. وتصعيده تجاه إسرائيل جزء من تفاوض إيراني
رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث الاستراتيجية في اليمن عبد السلام محمد

قال عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث الاستراتيجية في اليمن: إن التوقف الواضح للضربات الأمريكية ضد مواقع الحوثيين يأتي في ضوء تعهدات غير معلنة من الجماعة بعدم استهداف أو تهديد الملاحة الدولية، خصوصًا تلك المرتبطة بالمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.

وأضاف - في تصريح خاص لـ"العرب مباشر"-، أن ما يبدو كهدوء في المشهد هو في الحقيقة جزء من تهدئة تكتيكية، تعكس رغبة الحوثيين في تجنب الصدام المباشر مع واشنطن، دون الإقرار بالهزيمة أمام جمهورهم المحلي.

التصعيد باتجاه إسرائيل

وأوضح، أن الحوثيين - حرصًا على عدم الظهور في صورة الطرف المنكسر-، يلجؤون حاليًا إلى التصعيد باتجاه إسرائيل، مع علمهم الكامل أن تلك الضربات رمزية ولا تُحدث أثرًا حقيقيًا.

وأشار، أن ذلك يأتي في سياق تقديم أوراق اعتماد جديدة لإيران، التي تدفع بهم لممارسة الضغط ضمن تفاوضها مع الولايات المتحدة حول الملف النووي.

وأشار أن الضربة الإسرائيلية الأولى كانت حاسمة، إذ نجحت في إخراج البنية التحتية الحيوية للموانئ اليمنية عن الخدمة، وعلى رأسها ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وهو ما قيّد قدرات الحوثي بشكل كبير.

وأكد عبد السلام، أن ما يجرى حاليًا هو محاولة لإظهار القوة في الظاهر، يقابلها تراجع ميداني محسوب، يهدف إلى كسب الوقت وتفادي تصعيد جديد من الجانب الأمريكي.

 لكنه لفت أن الموقف الإيراني ما يزال في حالة تفاوض مفتوح مع الغرب، وأن إيران تحاول من خلال الحوثيين خلق نقاط ضغط متعددة، سواء في البحر الأحمر أو على الجبهة الإسرائيلية.

استئناف لعمليات الحوثي في البحر الأحمر

وتابع عبد السلام محمد، إن أي استئناف لعمليات الحوثي في البحر الأحمر يبدو مستبعدًا في المدى القريب، لكنه لا يستبعد استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل كرسائل سياسية لا أكثر.

 ويرى أن مستقبل هذا التصعيد مرهون بمخرجات التفاهمات الإيرانية الأميركية، خصوصًا أن أي تعثر في المسار التفاوضي سيعيد الحسابات العسكرية إلى الواجهة.

واختتم بالقول: إن الحوثيين لا يتحركون اليوم بقرار مستقل، بل كأداة ضمن مشروع إقليمي أكبر، تحكمه مصالح طهران وحدود تفاوضها، وليس اعتبارات الجماعة في الداخل اليمني.