في تطور سياسي وأمني يعكس تحولاً جذريًا في علاقة الدولة الأردنية بجماعة الإخوان الارهابية، أعلنت السلطات في عمان، قرارها بحظر أنشطة الجماعة بشكل رسمي، متهمة إياها بـ"القيام بنشاطات تهدد الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية".

القرار الذي طال انتظاره، يأتي تتويجًا لمسار طويل من الشكوك والصدامات المتكررة، ويضع حدًا لخصوصية العلاقة التي جمعت الطرفين لعقود، بدءًا من مشاركة الجماعة في الحياة السياسية ووصولاً إلى لحظة المواجهة المفتوحة.

وفي هذا السياق، علّق الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، طارق البشبيشي،"، قائلاً: ما نشهده اليوم من حملات ممنهجة تحريضية يشنها تنظيم الإخوان ضد الأردن الشقيق، لم يكن مفاجئًا على الإطلاق، فهذه هي ردود فعلهم المعتادة حين يتلقّون ضربات مباشرة تهز مراكز نفوذهم ومصالحهم.

وأضاف البشبيشي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن ما لم يكن يتوقعه التنظيم مطلقًا هو أن تتخذ الدولة الأردنية، بكل ما تمثله من رمزية وثقل إقليمي، هذه الخطوة النوعية، الأردن، كما هو معلوم، كان من البلدان التي حظيت فيها الجماعة بهامش تحرك استثنائي لعقود، وهو ما جعل قرار الحظر صدمة استراتيجية للجماعة على كافة المستويات.

وأوضح البشبيشي، إن الجماعة تعيش حاليًا ما وصفه بـ"نوبة من السعار السياسي والتنظيمي"، قائلاً: الضربة الأردنية فجرت حالة هستيرية داخل التنظيم، ظهرت في حملات تحريضية مشبوهة تسعى لتأليب الرأي العام، وتشويه صورة المملكة، عبر أدوات إعلامية مأجورة ومنصات خارجية مرتبطة بمراكز القرار داخل الجماعة.

وأكد البشبيشي، أن ردود الفعل الغاضبة من الإخوان "تعكس حجم الفزع الذي أصابهم، ليس فقط بسبب فقدان موطئ قدم سياسي، بل نتيجة إدراكهم أن نموذج الأردن قد يلهم دولاً أخرى لاتباع المسار نفسه.

وتابع قائلاً: التنظيم لطالما استثمر في وجوده بالأردن كبوابة استراتيجية للتمدد والتجنيد وتحصيل الدعم، واليوم خسر هذه الورقة المهمة، لذلك، نرى هذا النوع من السلوك العدواني والتحريضي، وهو نمط يتكرر كلما فقد التنظيم مكاناً كان يظنه عصياً على السقوط.

البشبيشي أكد على أن القرار الأردني يمثل رسالة واضحة مفادها أن أمن الدولة ووحدتها الوطنية خطوط حمراء، لا مجال فيها لمساومات أو استثناءات، حتى لو تعلق الأمر بجماعة عاشت لعقود على هامش القانون.