شجرة ميثوسيلا.. أقدم كائن حي على وجه الأرض أقدم من الأهرامات بـ1000 عام
تعرف على شجرة “ميثوسيلا” في كاليفورنيا، أقدم شجرة حية في العالم بعمر يتجاوز 4600 عام، سبقت الأهرامات وشهدت سقوط إمبراطوريات، وما زالت صامدة وسط الجفاف والثلوج والعواصف

في قمم الجبال البيضاء بكاليفورنيا، تقف “ميثوسيلا” صامتة، لكنها ليست كباقي الأشجار، فهي أقدم من الأهرامات، وأقدم من كثير من الإمبراطوريات التي زالت آثارها من الوجود.
تُعد شجرة ميثوسيلا واحدة من أقدم الكائنات الحية على وجه الأرض، إذ يتجاوز عمرها 4600 عام، من نوع الصنوبر بريستليكوني، وقد صمدت في وجه العواصف، الجفاف، الحرائق، وحتى تغيرات المناخ عبر آلاف السنين، دون أن تتزحزح عن مكانها.
الشجرة التي تتراوح بين 5 إلى 15 مترًا في الارتفاع، ويصل قطرها إلى 3 أمتار، تنفرد بجذع بني مائل للأحمرار وأوراق داكنة خضراء، وتعيش في منطقة نائية وقاحلة على ارتفاع شاهق، حيث التربة الفقيرة والطقس المتقلب.
يُعزى سر طول عمرها إلى بطء نموها الشديد، وهو ما جعلها أكثر قدرة على التحمل والصمود.
اكتشاف مدهش.. وسرّ محفوظ
تم اكتشاف “ميثوسيلا” في خمسينيات القرن العشرين على يد عالم الأشجار إدموند شولمان، الذي كرّس سنوات طويلة للبحث عن أقدم الأشجار في أمريكا.
ورغم معرفة العلماء بها منذ عام 1957، فإن موقعها الدقيق ما يزال سرًا محميًا من قبل دائرة الغابات الأمريكية، وذلك خوفًا من تكرار مأساة “شجرة بروميثيوس”، التي قُطعت بطريق الخطأ عام 1964 رغم أنها كانت تنافس ميثوسيلا في العمر والتاريخ.
شاهدة على عصور لا تُعد
هذه الشجرة العتيقة لم تشهد فقط على بناء الأهرامات، بل كانت قائمة عندما ظهرت حضارات مثل السومريين والفراعنة، ومع صعود وسقوط إمبراطوريات، من الرومان إلى المغول.
وبينما تهاوت حضارات بأكملها، بقيت “ميثوسيلا” واقفة، كأنها تهمس بأن الأرض تروي قصصها بلسان الطبيعة لا البشر.
رسالة من قلب الطبيعة
رغم صمتها الممتد لآلاف السنين، تحمل “ميثوسيلا” رسالة بليغة: أن الاستدامة والبقاء لا يأتيان من القوة فقط، بل من التكيّف، والصبر، والانسجام مع البيئة.
وفي زمن تتسارع فيه التغيرات المناخية، تُذكّرنا هذه الشجرة أن حماية الطبيعة ليست رفاهية، بل مسؤولية تاريخية تحفظ للحياة جذورها، وللأرض ذاكرتها.