محلل سياسي لبناني: تل أبيب تختبر حدود الرد قبل أي تصعيد شامل
محلل سياسي لبناني: تل أبيب تختبر حدود الرد قبل أي تصعيد شامل
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية في مناطق متفرقة من جنوب لبنان، في إطار ما وصفه بـ"منع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية في المناطق الحدودية".
وأوضح الجيش -في بيانات رسمية-، أنه طالب سكان مبانٍ محددة في قرى الطيبة وطير دبا وعيتا الجبل ودير دبا بإخلائها فورًا، تمهيدًا لضربات تستهدف مواقع يُعتقد أنها تحتوي على بنى تحتية تابعة للحزب.
وبحسب ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية عن ضباط كبار في الجيش، فإن العمليات تأتي ضمن "سياسة منع الاستعادة" التي تنتهجها تل أبيب منذ أسابيع، مشيرة إلى أنها لا تمثل تصعيدًا واسع النطاق، بل تهدف إلى تقويض قدرات حزب الله ومنع إعادة تموضعه قرب الحدود.
وشهدت الساعات الأخيرة إصدار الجيش الإسرائيلي تحذيرات مباشرة إلى مدنيين في مبانٍ تقع داخل القرى الجنوبية، مطالبًا الأهالي بالمغادرة الفورية، وسط أنباء عن حركة نزوح محدودة من بعض المناطق القريبة من خط التماس.
وقد تصدرت هذه التطورات عناوين وكالات الأنباء الإقليمية والعالمية مع تصاعد حالة التوتر العسكري في الجنوب اللبناني.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الأهداف المعلنة تشمل مواقع مراقبة ومخازن أسلحة ومنشآت لوجستية تُستخدم لدعم تحركات الحزب، فيما لم تصدر بعد أي تعليقات رسمية من حزب الله على هذه التطورات.
وفي ظل المخاوف من توسع العمليات أو امتدادها إلى مناطق مأهولة، حذر مراقبون من احتمال وقوع خسائر بشرية بين المدنيين، ما قد يثير ردود فعل دبلوماسية وإدانات دولية واسعة.
كما تتخوف منظمات أممية من أن تؤدي الأوامر العسكرية الإسرائيلية إلى موجات نزوح جديدة داخل الجنوب اللبناني إذا استمر القصف خلال الأيام المقبلة.
وقال المحلل السياسي اللبناني الدكتور كمال الحسيني: إن العمليات التي أعلنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان تحمل رسائل متعددة، أبرزها اختبار مدى استعداد حزب الله للرد، دون الدخول في مواجهة شاملة قد تتوسع إقليميًا.
وأوضح -في تصريحات خاصة- أن إسرائيل تحاول فرض معادلة جديدة على الأرض من خلال "سياسة منع الاستعادة"، لكنها في الواقع تمهّد لمناخ ميداني أكثر سخونة على الحدود.
وأضاف الحسيني للعرب مباشر، أن توجيه أوامر إخلاء للسكان في قرى مثل الطيبة وطير دبا وعيتا الجبل يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعمليات قد تكون محدودة النطاق لكنها مركّزة على أهداف يعتبرها "استراتيجية"، مثل مستودعات أو نقاط مراقبة يشتبه بأنها تابعة لحزب الله.
وأكد، أن هذا النمط من التحركات غالبًا ما يسبق تغيّرًا في قواعد الاشتباك، خصوصًا إذا ردّ الحزب على الهجمات، لافتًا إلى أن ما يجري الآن هو "تصعيد محسوب" ما يزال في إطار الرسائل المتبادلة وليس الحرب المفتوحة.
وأشار الحسيني إلى أن المجتمع الدولي يراقب التطورات بقلق، محذرًا من أن استمرار العمليات أو سقوط ضحايا مدنيين قد يدفع مجلس الأمن والأمم المتحدة للتدخل، في محاولة لتجنب انزلاق المنطقة إلى مواجهة جديدة قد تكون الأشد منذ حرب 2006.

العرب مباشر
الكلمات