50 قتيل وخسائر ضخمة.. خراب ودمار يعم تكساس بعد الفيضانات المفاجئة
50 قتيل وخسائر ضخمة.. خراب ودمار يعم تكساس بعد الفيضانات المفاجئة

بعيون دامعة وصوت يختنق بالحزن، عبّر أحد مربي الماشية في ولاية تكساس عن حجم الدمار الذي خلّفته فيضانات مفاجئة مروعة اجتاحت الولاية يوم الجمعة، مشيرًا أنها ربما تكون الأسوأ في تاريخ بلدة هانت الصغيرة، حيث تقيم أسرته منذ أكثر من قرن.
وفي تصريحات عاطفية، قال الراعي الذي نشأ وترعرع في البلدة الجنوبية: إن الطوفان جرف معه كل الذكريات الجميلة واللحظات السعيدة التي قضاها في المتاجر والمنازل والمخيمات التي كانت تمثل قلب البلدة، مضيفًا أن النجاة من هذه الكارثة، خصوصًا في معسكرات الأطفال، لا يمكن وصفها إلا بأنها معجزة.
حصيلة ثقيلة وضحايا من الأطفال
وحتى بعد ظهر يوم السبت، أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن عدد القتلى ارتفع إلى 50 شخصًا، بينهم 15 طفلًا من معسكر صيفي محلي. وما تزال عمليات البحث مستمرة عن 27 طفلًا آخرين من مخيم "كامب ميستيك"، وهو مخيم صيفي يقع على ضفاف نهر غوادالوبي.
الصور المروعة التي ظهرت من موقع الكارثة كشفت عن حجم الخراب، حيث أظهرت أكواخًا منهارة بالكامل، وأسِرَّةً مبللة بالمياه الموحلة، وأغراضًا شخصية مثل الحقائب والملابس مبعثرة وسط الركام.
ذكريات مدمّرة ومنازل غارقة
وقف الراعي أمام أنقاض متجره القديم وقال بأسى: "لقد نشأت في هذا المتجر، رقصت هنا، جلست أمام المدفأة في هذا المكان وشربت البيرة... والآن لا توجد كلمات تصف ما أراه".
وأضاف أن مزرعته كانت بالكامل تحت الماء، مشيرًا بيده إلى ارتفاع المياه الذي بلغ مستوىً غير مسبوق.
ارتفع منسوب نهر غوادالوبي أكثر من 30 قدمًا عن معدله الطبيعي، ما أدى إلى تدمير شامل للمنطقة، شمل اقتلاع الأشجار الضخمة، وتحطيم المنازل، وسحب سيارات إلى داخل البيوت، فيما شوهدت إحداها وقد ارتطمت بمنزل وسُحقت بين جدرانه.
وفي مدينة كيرفيل، حيث اشتدت الكارثة، انخرط المتطوعون في عمليات البحث والإنقاذ، يحاولون الوصول إلى ناجين داخل منازل جرفتها المياه وارتطمت بالأشجار، فيما أُصيب العديد منها بأضرار جسيمة.
قائمة الضحايا تتوسع ومعاناة الأسر تتفاقم
إضافة إلى الأطفال الـ15 الذين تم تأكيد وفاتهم، من بينهم رينيه سميجستريلا (8 أعوام)، جيني هانت (9 أعوام)، وسارة مارش، تم التعرف على هويات مسؤولين في مخيمات مجاورة لقوا حتفهم أيضًا، من ضمنهم جيف رامسي وجين راجسدايل، مديرة معسكر "هارت أوف ذا هيلز".
وقد تم إنقاذ 850 شخصًا من مناطق مختلفة، بينما ما تزال فرق الطوارئ تتابع البحث عن المفقودين في ظل تضاؤل الأمل.
كشفت الصور من داخل المعسكرات عن حجم المعاناة، حيث ظهرت الأسرة والبطانيات غارقة في الطين، والسقوف متهالكة، وجدران الأكواخ منزوعة بالكامل، فيما تقف الفرق الطبية والإنقاذ على أهبة الاستعداد، في سباق مع الزمن للعثور على ناجين.
أشار مدير بلدية كيرفيل، دالتون رايس، أن الأولوية القصوى الآن هي إنقاذ الأرواح، مؤكدًا أن عمليات البحث والإنقاذ ستستمر طوال الليل.
وأضاف: أن جهود التعرف على الضحايا مستمرة أيضًا، مع استمرار تغير الأرقام بشكل لحظي نظرًا لظروف الميدان المعقدة.
وقال رايس: "نحن في ماراثون طويل، وعلينا أن نحتفظ بهذا في أذهاننا طوال الوقت، وأن نعتني ببعضنا البعض".
كارثة تاريخية
يُنظر إلى هذه الفيضانات على أنها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها تكساس في العصر الحديث، ليس فقط من حيث عدد الضحايا، بل بسبب تأثيرها العاطفي العميق على المجتمعات المحلية التي فقدت أبناءها ومنازلها وماضيها بين عشية وضحاها.
ومع تواصل الأمطار في مناطق متفرقة من الولاية، تحذّر السلطات من احتمالية تكرار الكارثة، داعية المواطنين إلى البقاء في أماكن آمنة وتجنب التوجه إلى ضفاف الأنهار.