الناتو يواجه بوتين: تصعيد خطير بعد انتهاك طائرات روسية للأجواء البولندية

الناتو يواجه بوتين: تصعيد خطير بعد انتهاك طائرات روسية للأجواء البولندية

الناتو يواجه بوتين: تصعيد خطير بعد انتهاك طائرات روسية للأجواء البولندية
اختراق أجواء بولندا

وجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحذيرًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، بعد أن انتهكت طائرات بدون طيار روسية الأجواء البولندية خلال الليل، ما استدعى رد فعل عاجل ومنسق من الحلف.

وأكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن هذا الحادث يأتي في سياق التوترات المتصاعدة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا؛ مما يزيد من المخاوف من امتداد الصراع إلى دول الناتو المجاورة.

تحذير الناتو وبيان الأمين العام


أصدر الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، بيانًا حادًا عقب مناقشات طارئة، طالب فيه روسيا بوقف انتهاكاتها للأجواء التابعة للحلف.

وأكد روته، أن الناتو في حالة يقظة تامة ومستعد للدفاع عن كل شبر من أراضيه. وأوضح أن تقييمًا شاملاً للحادث جارٍ، مشيرًا أن الانتهاك، سواء كان مقصودًا أم لا، يمثل تصرفًا متهورًا وخطيرًا للغاية.

وأضاف: أن الحلف أظهر قدرته على حماية أراضيه وأجوائه من خلال تحريك مقاتلات وطائرات استطلاع إيطالية بعد رصد أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت للطائرات بدون طيار.

رد فعل بولندا واستدعاء المادة الرابعة


أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، أن الحادث يمثل استفزازًا واسع النطاق، حيث سجلت بولندا 19 انتهاكًا لأجوائها وأسقطت ثلاث طائرات بدون طيار على الأقل خلال الليل.

وأشار توسك، أن هذا الحادث يختبر عتبة رد فعل الناتو، محذرًا من أنه يقرب المنطقة من نزاع مفتوح أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية. وأكد أن الانتهاك يعد الأخطر من وجهة نظر بولندا مقارنة بالحوادث السابقة.

استجابة لهذا الوضع، استدعت بولندا المادة الرابعة من ميثاق الناتو، التي تتيح لأي دولة عضو طلب مشاورات عاجلة عندما تشعر بتهديد لسلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي أو أمنها.

وتعد هذه المرة الثامنة التي يتم فيها تفعيل هذه المادة منذ تأسيس الحلف في عام 1949، حيث كانت آخر مرة في فبراير 2022 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

نفي روسيا واستعدادها للحوار


نفت روسيا مسؤوليتها عن الحادث، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها مستعدة لإجراء محادثات مع بولندا بشأن ما وصفته بالانتهاك المزعوم.

وأشارت، أن الطائرات بدون طيار التي يُزعم أنها عبرت الحدود لا يتجاوز مداها 700 كيلومتر، لكنها أبدت استعدادها للحوار مع الجانب البولندي.

في المقابل، أكدت أوكرانيا أن الحادث لم يكن عرضيًا، حيث وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتهاك الأجواء البولندية بأنه سابقة خطيرة تهدف إلى إذلال بولندا.

ودعا زيلينسكي إلى رد فعل قوي من الناتو، مشددًا على ضرورة أن تشعر روسيا بعواقب هذا التصعيد.

الأضرار والتداعيات في بولندا


تسبب الحادث في أضرار مادية، حيث تضرر منزل وسيارة في قرية ووهين شرقي بولندا، كما تم العثور على حطام الطائرات بدون طيار في مواقع أخرى مثل قرية منيشكوف وسط البلاد.

ونشرت قناة تي في ريبوبليكا البولندية صورًا لحطام إحدى الطائرات التي أسقطتها السلطات، بينما عملت الشرطة والشرطة العسكرية على تأمين المواقع.

وحذرت السلطات البولندية المواطنين من لمس أي أجسام مشبوهة قد تحتوي على مواد خطرة.

أدى الحادث إلى اضطرابات كبيرة في بولندا، حيث أغلقت السلطات أربعة مطارات، بما في ذلك مطار شوبان الرئيسي في وارسو، وفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية.

كما أمر أكثر من ثمانية ملايين بولندي بالبقاء في منازلهم أثناء تحليق الطائرات بدون طيار، فيما تسبب حطام إحدى الطائرات في تدمير سقف منزل.

يأتي هذا الحادث بعد هجومٍ روسي على قرية ياروفا في شرق أوكرانيا، أسفر عن مقتل 24 مسنًا كانوا يجمعون معاشاتهم التقاعدية، مما يعزز المخاوف من تصعيد روسي أوسع.

وفي الولايات المتحدة، أُطلع وزير الخارجية ماركو روبيو على تقارير حول الطائرات الروسية فوق بولندا، بينما دعا السيناتور الديمقراطي ديك دوربين إلى عدم تجاهل هذه الانتهاكات، معتبرًا أنها اختبار لعزيمة الحلف.