هل تتسبب جريمة تعذيب واغتيال عبدالله الأغبري في صحوة اليمنيين ضد الحوثي؟

هل تتسبب جريمة تعذيب واغتيال عبدالله الأغبري في صحوة اليمنيين ضد الحوثي؟
عبد الله الأغبري

بين السرقة والقتل والاغتيال وترويع الأبرياء، توحشت جرائم ميليشيات الحوثي في اليمن، حتى باتت تولد غضبًا عارمًا بين المواطنين لاسيما النشطاء، بالفترة الأخيرة، ما يرجح وجود اتجاه لثورة قريبة ضدهم.

اغتيال الأغبري

جريمة مقتل الشاب اليمني عبدالله الأغبري بوحشية على يد الحوثيين، أثارت غضبًا عارمًا بين النشطاء اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي. 

تعود تفاصيل الواقعة إلى نهاية أغسطس الماضي، عندما قتل الشاب عبدالله قايد الأغبري من أبناء مديرية حيفان بمحافظة تعز، الخاضعة للحوثي، على يد 5 أشخاص بينهم مالك المحل الذي كان يعمل فيه، بعد تعذيبه لمدة 6 ساعات بشكل وحشي.

تم تعذيب الشاب بشكل وحشي للغاية، حيث قطع الجناة  وريد الأغبري، ثم تم نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة، لإظهار ما حدث على أنه محاولة انتحار، إلا أن كاميرا المراقبة الداخلية للمحل، وثقت تفاصيل الجريمة.

وخلال ساعات، انتشر مقطع فيديو يوثق الجريمة الشنيعة، بالإضافة إلى عدد من الصور، ما أثار غضب اليمنيين والنشطاء منهم وولد سخطًا مجتمعيًّا من الوحشية التي تم التعامل بها مع الضحية.

ورجح البعض أن أسباب القتل ترجع إلى اتهامه بسرقة هاتف محمول من المحل الذي يعمل فيه، لكن آخرين رجحوا سبب الجريمة إلى محاولات الشاب وقف ابتزاز فتيات كن يرتدن المحل لإصلاح هواتفهن.

تبريرات للجريمة

أوردت إدارة المستشفى الذي نقل إليه الشاب القتيل، "يوني ماكس"، في بيان لها أنه"وفي تمام الساعة 12 من مساء يوم الخميس الموافق 27 أغسطس 2020 تم إسعاف عبدالله الأغبري إلى طوارئ المستشفى وحين وصوله باشر أطباء المستشفى بعمل الإنعاش السريع للحاله ليُفاجؤوا بآثار تعذيب على جميع أنحاء جسده".

وأضافت: أن "ضابط أمن المستشفى قام بحجز الشخصين اللذين قاما بإسعافه وتم استدعاء الجهات الأمنية والأدلة الجنائية ليقوموا بعملهم"، مشيرة إلى أن "القتيل الأغبري حين وصوله كان في شبه غيبوبة ويعاني من نزيف يملأ تجويف البطن بالكامل وقطع في أوردة يده اليسرى، ولم تفلح جميع محاولات الكادر الطبي للمستشفى في إنعاشه ليفارق الحياة".

واتضح أن الجناة هم: المدعو عبدالله حسين ناصر السباعي -25 عامًا- من محافظة عمران، المدعو محمد عبدالواحد محمد مقبل الحميدي -24 عامًا- من محافظة إب، المدعو دليل شوعي محمد الجربه -21 عامًا- من محافظة عمران، المدعو وليد سعيد الصغير العامري -40 عامًا- من محافظة تعز، المدعو منيف قايد عبدالله علي المغلس -25 عامًا- من محافظة تعز.

وثبت أن أحد الجناة هو (عبدالله السباعي) يعمل في جهاز الأمن الوقائي للحوثيين وقبلها كان في الأمن القومي، حيث شارك في تعذيب وقتل الأغبري.

جرس إنذار

ندد وزير الإعلام اليمني بهذه الجريمة الوحشية، واعتبرها بمثابة "جرس إنذار" حول طبيعة الأوضاع التي يعيشها ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وقال معمر الإرياني، في تغريدات على صفحته بموقع "تويتر": إن الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الشاب ‎عبدالله الأغبري، من ضرب وتعذيب وقتل على يد خمسة من الذئاب البشرية، بينهم أحد ضباط ما يسمى "الأمن الوقائي" التابع لميليشيا الحوثي، تكشف حالة الفوضى الأمنية ومستوى الإجرام الذي خلفته أعوام الانقلاب والممارسات الحوثية القمعية المستوردة من نظام إيران.

وأضاف: أن هذه الجريمة النكراء التي هزت الرأي العام اليمني والعربي، ينبغي أن تقرع جرس الإنذار حول طبيعة الأوضاع التي يعيشها ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وشدد الأرياني على أن مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية تحولت إلى معتقل كبير ووكر للجريمة والإرهاب المنظم الذي تمارسه قيادات وعناصر الميليشيا وأجهزتها القمعية بحق المواطنين، مضيفًا: "الأجهزة القمعية التي أخرجت هذه الوحوش البشرية، وترتكب جرائم مماثلة كل يوم، وأيديها موغلة بدماء اليمنيين، لا يعول عليها تحقيق العدالة أو الانتصار لدم الضحية".

وأكد وزير الإعلام اليمني أن إنصاف الضحية ‎عبدالله الأغبري وكل ضحايا الإرهاب الحوثي، لن يكون إلا عبر استعادة الدولة وإعادة الاعتبار للنظام والقانون.

ردود فعل غاضبة

تبادل اليمنيون التعليقات الغاضبة ضد الجريمة وسب الحوثي، ما يظهر صحوة مجتمعية قادمة بقوة بينهم،  وطالبوا بإنزال أقسى العقوبات بحق الجناة، حيث تحاول ميليشيا الحوثي إخفاء الجرائم التي يرتكبها عناصرها وقياداتها في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها، لتجنب إظهار الفوضى الأمنية وازدهار العصابات الإجرامية، وهو ما يتم كشفه سريعًا.

وكتب الكاتب اليمني توفيق الجند، عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" أنه: "لم أشاهد المقطع الذي نُشر في قضية قتل وتعذيب الشاب عبدالله الأغبري، ولم أشاهد بحياتي كلها مقطعًا بشعًا حفاظًا على توازني النفسي، ومع هذا لم تذهب التخيلات من ذهني، ولم تهدأ سكاكين الألم في صدري".

وأضاف الجند: "رجال الأمن قاموا بدور بطولي في كشف الجريمة، ويجب على القضاء القيام بذلك أيضًا، وعلى الرأي العام عدم التوقف عن إثارة القضية حتى النهاية".

كما كتب الصحفي اليمني أحمد عثمان أنه يجب "البحث عن الدافع والسبب الحقيقي وراء جريمة مقتل عبدالله الأغبري بصنعاء من مجموعة أشخاص، فلا يمكن أن يكون السبب وراء ذلك سرقة تليفون، هناك جريمة ربما تكون أبشع أرادوا إخفاءها"، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن لمجموعة يضربون شابًّا وعن إصرار يؤخذ إلى الحمام وتقطع أوردته لتبدو جريمة انتحار لطمس الجريمة السبب".

وطالب بضرورة أن يتحد المجتمع للانتصار والتضامن حتى تحقيق العدالة، والوقوف بوجه الحوثي.

بينما كشف الصحفي أنيس جهلان أن "أحد الجناة الذي شارك بالتعذيب وأجهز على حياة الأغبري بتقطيع أوردته بـ(الجنبية) اسمه (عبدالله السباعي) يعمل في جهاز الأمن الوقائي للحوثيين وقبلها كان في الأمن القومي وفقًا لاثنين من معارفه".

فيما اعتبر الصحفي خليل القاهري مقتل الأغبري جريمة بحق الشعب كله، مؤكدًا "قاتلوه خارجون عن الملة والدين والآدمية، مستحيل أن يكونوا بشرًا، هذه جريمة بحق البلاد كلها، بحق كل اليمنيين، عار وجريمة أخرى أكبر أن تمر هذه الجريمة دون عقاب عاجل"، وقال إن: "القصاص العاجل حياة للشعب كله".