وول ستريت جورنال: إحباط قطري من تجاهل واشنطن طلبها شراء طائرات بدون طيار

تجاهلت أميركا طلب قطر بشأن شراء طائرات بدون طيار

وول ستريت جورنال: إحباط قطري من تجاهل واشنطن طلبها شراء طائرات بدون طيار
صورة أرشيفية

رغم المساعي القطرية العديدة لتحسين صورتها أمام العالم والتقارب مع الدول الكبرى وتقديم كافة فروض الولاء والطاعة، وعلى رأسهم أميركا، إلا أنها ما زالت غير قادرة على نيل المكانة التي تأملها أو المشابهة للدول العربية البارزة كالإمارات، وهو ما يظهر في تعاملات الولايات المتحدة.

منذ عام وافقت أميركا على بيع 18 طائرة درون من نوع MQ-9B للإمارات ضمن صفقة شملت طائرات f35 وذخائر أخرى، بينما أبدت قطر إحباطها من عدم حصولها على 4 طائرات MQ-9B بعد مرور عام على طلبها، وهو ما يثبت مدى الفشل القطري في الحصول على مكانة بارزة أو حصد قوة بين الخليج.

استياء قطري

أعربت الحكومة القطرية عن إحباطها من إدارة بايدن لتباطئها في طلب شراء طائرات بدون طيار متقدمة من الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة قطر قدمت طلبًا رسميًا منذ أكثر من عام لشراء أربع طائرات بدون طيار مسلحة من طراز MQ-9B Predator، ولم تتصرف وزارة الخارجية بعد بشأن طلب الطائرة بدون طيار القطرية ورفض المسؤولون الإفصاح عن السبب.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قطريين قولهم: إن بلادهم كانت تأمل استخدام الطائرات من دون طيار لمراقبة منشآت الغاز الطبيعي الشاسعة، لمنع النشاط الإرهابي، وفي مناطق أخرى لمراقبة التهديدات التي يشكلها الإرهابيون في المنطقة.

كما أرجع القطريون أسباب رغبة الدوحة في الطائرات كونها ستستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم، العام المقبل، ما يجعلها تحتاج مزيدًا من اليقظة ضد الأنشطة الإرهابية، ما يظهر مدى ضعف القوة الأمنية لديها.

وقال مسؤولون قطريون وأميركيون: إن الطائرات المسلحة من دون طيار، التي تقدَّر قيمتها بنحو 600 مليون دولار، ستمنح القطريين قدرة دفاعية أقوى في المنطقة.

قوة أميركا بالخليج

وأكدت أن استياء قطر يتزامن مع محاولات الولايات المتحدة، الحفاظ على نفوذها في منطقة الخليج، مع تقليص القوات والقدرات العسكرية هناك، وسط مخاوف متصاعدة في واشنطن، من نفوذ الصين في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين وخبراء دفاع أميركيين، قولهم: إن ذلك قد يساعد الولايات المتحدة، في منع التهديدات التي تشكلها إيران.

وفي الوقت نفسه، تأمل قطر أيضًا إلى شراء مقاتلات الشبح الأميركية من طراز F-35، في طلب منفصل.

أسباب الإحباط القطري

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن وزارة الخارجية الأميركية، وافقت على طلبات مماثلة من حلفاء آخرين، منهم الإمارات العربية المتحدة، وهو ما زاد من الاستياء والإحباط القطري، خاصة مع مزاعم الدوحة بأنها ساعدت الولايات المتحدة بطرق عدة، ولاسيما إخراج الأفغان المعرَّضين للخطر، بعد انهيار حكومة كابول في أغسطس.

ونقلت الصحيفة الأميركية، عن مسؤول قطري قوله: "الإحباط من وِجهة نظرنا، هو أنه لا يوجد مؤشر واضح على سبب التأخير في طلبنا"، مضيفًا أن "عمليات الإجلاء الأخيرة في أفغانستان، تثبت أن قطر على استعداد لدعم حلفائها، ولأغراض الأمن والاستقرار".

وترى الصحيفة أن تكون خلية الأمل هذه من أولويات أجندة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارته للبيت الأبيض، الشهر المقبل.

ومن ناحيته، أكد متحدث باسم الخارجية أن "سياسة طويلة الأمد لواشنطن، تقضي بعدم التعليق على مبيعات أو عمليات نقل دفاعية مقترحة، حتى يتم إخطار الكونغرس رسميًا بها"، مضيفا أن إدارة بايدن، تمضي قدمًا في الصفقات المقترحة، مع استمرار المراجعات "لضمان أن يكون لدينا تفاهم متبادل واضح، فيما يتعلق بالالتزامات والإجراءات الإماراتية، قبل التسليم وأثناءه وبعده".

علاقات الدوحة المشبوهة

كما كشفت الصحيفة أن أحد أسباب تعطيل الطلب القطري لدى واشنطن، هو بسبب علاقاتها المشبوهة، حيث نقلت عن مسؤولين أميركيين استياءهم من علاقات الدوحة بالإخوان المسلمين، وحركة حماس، والرئيس التركي المناهض للغرب، رجب طيب أردوغان.

وأشارت إلى اتهامات واشنطن السابقة لقطر باتباع سياسات متساهلة، لمكافحة تمويل الجماعات الإرهابية، وهي اتهامات نفتها الدوحة، بحسب الصحيفة.

وأكد المسؤولون الأميركيون والقطريون، وكذلك الخبراء الخارجيون، أن دول الخليج ستلعب دورًا حيويًا للولايات المتحدة، مع انسحابها من الشرق الأوسط، للتركيز على مواجهة المنافسة من الصين، ولاسيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفقًا للصحيفة.

وقال الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إن برنامج المبيعات العسكرية الأميركية الخارجية، مهم في منطقة تسحب فيها الولايات المتحدة قواتها وقدراتها العسكرية، مضيفا: "بشكل عام، هذه هي الطريقة التي نساعد بها في الحفاظ على النفوذ في المنطقة،" مشيراً إلى أنه ليس على دراية بالطلب القطري.

قاعدة العديد

وبحسب "وول ستريت جورنال"، يرى المسؤولون الحكوميون القطريون، أنهم وقفوا بشكل مباشر وراء الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، ودعموها من خلال إجلاء عشرات الآلاف من أفغانستان، خلال الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية هذا الصيف، بجانب الإشراف على عمليات المطار في كابول، ما يتيح للبعض الوصول إلى البلاد، التي تخضع الآن لسيطرة طالبان، من العالم الخارجي.

ويرجع ذلك إلى أن قطر تستضيف قاعدة أميركية جوية كبيرة وهي "العديد"، التي تستخدمها الولايات المتحدة على نطاق واسع لعملياتها في المنطقة، بما في ذلك مركز العمليات الجوية المشترك، لكن لا تستخدمها في عمليات الطائرات من دون طيار.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن تدخل الصين في الشرق الأوسط، أثار قلق المسؤولين الأميركيين، لذلك في عام 2018، رفض القطريون مبادرات بكين، للدخول في علاقة أمنية أكثر رسمية مع الدوحة، في خطوة إستراتيجية لتقديم الولاء إلى الولايات المتحدة.