طائرات أوكرانية تضرب موسكو عشية احتفالات يوم النصر.. وتعليق الرحلات الجوية في العاصمة

طائرات أوكرانية تضرب موسكو عشية احتفالات يوم النصر.. وتعليق الرحلات الجوية في العاصمة

طائرات أوكرانية تضرب موسكو عشية احتفالات يوم النصر.. وتعليق الرحلات الجوية في العاصمة
الحرب الروسية الأوكرانية

للمرة الثانية على التوالي، تعرضت العاصمة الروسية موسكو لعدة هجمات من طائرات مسيرة أوكرانية؛ مما أدى إلى توقف حركة الطيران في أربعة مطارات في العاصمة الروسية، بالإضافة إلى عدد من المطارات الأخرى في المناطق المجاورة، في وقت تستعد فيه موسكو لاستقبال احتفالات كبيرة بمناسبة يوم النصر، والتي من المتوقع أن يحضرها عدد من القادة الدوليين، بما فيهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وقال عمدة موسكو سيرجي سوبيانين -في منشور له على تطبيق "تليغرام" يوم الثلاثاء-: إن الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من تدمير ما لا يقل عن 19 طائرة مسيرة أوكرانية أثناء محاولتها الاقتراب من العاصمة الروسية.

جاء هذا الهجوم بعد أن تمكنت الدفاعات الجوية الروسية من إسقاط أربع طائرات مسيرة في الليلة السابقة بالقرب من المدينة.

وتابعت الشبكة الأمريكية، أنه على الرغم من عدم ورود تقارير فورية عن وقوع أضرار كبيرة أو إصابات، أفاد سوبيانين أن الحطام الناتج عن الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها سقط على أحد الطرق السريعة الرئيسية.

ومن جانبها، علقت السلطات الروسية حركة الطيران في أربعة من مطارات العاصمة كإجراء احترازي للسلامة.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية -في تقرير على "تليغرام"-، أن الطائرات المسيرة التي استهدفت موسكو كانت جزءًا من 105 طائرات مسيرة أوكرانية تم اعتراضها عبر الأراضي الروسية طوال الليل.

الاستعدادات للاحتفال بيوم النصر


يأتي الهجوم الأوكراني الأخير على موسكو قبيل وصول الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى العاصمة الروسية، يوم الأربعاء، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، حيث من المقرر أن يشارك الزعيم الصيني في احتفالات يوم النصر التي ستُقام في 9 مايو، وفقًا لتصريح من الكرملين يوم الأحد، إلى جانب الرئيس الصيني، من المتوقع أن يحضر الاحتفال أيضًا كل من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس فيتنام لونغ كونغ، والزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

يعتبر يوم النصر في روسيا أهم يوم في تقويم الرئيس فلاديمير بوتين، حيث دأب على استخدامه لتعبئة الدعم الشعبي وإظهار القوة العسكرية الروسية.

ومن المتوقع أن يحتشد الآلاف في الساحة الحمراء في موسكو للاحتفال بهذا اليوم الذي يخلد دور الاتحاد السوفيتي في هزيمة ألمانيا النازية ويحيي ذكرى أكثر من 25 مليون جندي ومدني سوفيتي قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.

تأجيل احتفالات يوم النصر في بعض المناطق الروسية


رغم الاستعدادات الكبيرة في موسكو، تم إلغاء بعض الاحتفالات في مناطق أخرى من روسيا، وذلك بعد الهجوم الأوكراني الأخير. في الجنوب، تم إلغاء عرض يوم النصر في مدينة سيفاستوبول الواقعة في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، وكذلك في مدينة كراسنودار.

حيث أعلن رئيس سيفاستوبول المدعوم من روسيا، ميخائيل رازفوزهايف، أن الاحتفالات تم إلغاؤها "لأسباب أمنية"، وهو القرار الذي تم فرضه من قبل وزارة الدفاع الروسية.

كما حذر حاكم كراسنودار، فينيامين كوندراتيف، من أن مثل هذه الاحتفالات تمثل "مخاطر كبيرة".

روسيا تتجاهل الدعوات الدولية للتهدئة


في سياق متصل، كانت روسيا قد أعلنت الشهر الماضي عن وقف إطلاق نار أحادي الجانب لمدة ثلاثة أيام بالتزامن مع احتفالات يوم النصر، وذلك استنادًا إلى ما وصفه الرئيس بوتين بـ "الاعتبارات الإنسانية".

وقد قوبل هذا الإعلان بتشكك في أوكرانيا، بينما جددت واشنطن دعوتها لوقف دائم لإطلاق النار في الوقت الذي تزايد فيه الضغط على موسكو وكييف للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.

انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إعلان وقف إطلاق النار الثلاثي، مؤكدًا أنه مستعد فقط للموافقة على هدنة طويلة الأمد لا تقل عن 30 يومًا.

وفي رسالة موجهة إلى الشخصيات التي ستتوجه إلى روسيا لحضور احتفالات يوم النصر، حذر زيلينسكي من أن كييف "لا يمكنها أن تتحمل المسؤولية عما يحدث على أراضي الاتحاد الروسي" في ظل استمرار الصراع.

وفي ردها، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية تصريحات زيلينسكي بمثابة تهديد.

التطورات العسكرية الأوكرانية وتأثيرها على روسيا


وفي الوقت الذي تواصل فيه أوكرانيا استخدام الطائرات المسيرة كأداة فعالة في مواجهة القوة العسكرية الروسية المتفوقة، أعلن المسؤولون الأوكرانيون عن إسقاط طائرة روسية من طراز "سو-30" في البحر الأسود باستخدام طائرة مسيرة بحرية لأول مرة، بالإضافة إلى ذلك، أكدت مصادر أوكرانية أن الجيش الأوكراني ما يزال يحافظ على وجود داخل منطقة كورسك الروسية، بعد أيام من إعلان موسكو استعادة السيطرة الكاملة على هذه المنطقة التي كانت قد اجتاحتها القوات الأوكرانية في وقت سابق.