المنطقة العازلة تتسع.. هدوء هش في الجولان السوري وسط تمدد الجيش الإسرائيلي
المنطقة العازلة تتسع.. هدوء هش في الجولان السوري وسط تمدد الجيش الإسرائيلي

أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن 6 أشهر مرّت منذ أن بسط الجيش الإسرائيلي سيطرته على منطقة الجولان السورية دون قتال، لكن حجم الوجود العسكري الإسرائيلي هناك ازداد ثلاثة أضعاف.
ومع ذلك، ما يزال الهدوء الظاهري يخفي خلفه توترًا مستمرًا في الجنوب، في وقت تعمل فيه إسرائيل على تعزيز الردع، وتشييد البنية التحتية، وإقامة علاقات حذرة مع قوى محلية، ضمن ما يشبه ترسيخ منطقة أمنية عازلة داخل الأراضي السورية.
نقطة العبور الوحيدة
وتابعت، أن عند معبر القنيطرة، المعبر الوحيد بين إسرائيل وسوريا، يفتح أحد مظليّي كتيبة 202 التابعة للجيش الإسرائيلي البوابة الصفراء من الجانب الإسرائيلي، من دون ارتداء خوذة في ظل انخفاض مستوى التهديد، قبل أن يتبعه جندي آخر لفتح البوابة الداخلية الرمادية باتجاه الشرق.
وعلى بُعد نحو 80 كيلومترًا من المعبر، كانت مروحيات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قد أسقطت مساعدات جويّة لمجتمعات درزية قرب محافظة السويداء، كما تم نقل أكثر من 20 جريحًا درزيًا سوريًا إلى إسرائيل لتلقي العلاج.
وبينما تستمر المجازر التي تنفذها جماعات جهادية بحق أبناء الطائفة الدرزية في المناطق المجاورة، تبقى منطقة الحدود الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية هادئة نسبيًا.
توسع صامت
وتشير تقارير ميدانية، أن الجيش الإسرائيلي بات يدير حاليًا ثلاث أضعاف عدد كتائب الأمن الروتينية التي كانت موجودة في المنطقة، وينتشر على جانبي الحدود.
وتابعت، أن النقاط العسكرية السورية المهجورة، التي كانت تزينها سابقًا صور حافظ الأسد وابنه بشار وأعلام الجمهورية السورية، لم تعد سوى أطلال تشير إلى نهاية النظام القديم في هذه البقعة من البلاد.
وفي القسم الشمالي من الجولان السوري، الذي يبعد من 20 إلى 30 كيلومترًا عن الحدود، سمح الجيش الإسرائيلي لقوات موالية للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، بالعمل كشرطة محلّية في عدد من البلدات.
ويتنقل الجنود الإسرائيليون بحرية في تلك البلدات في طريقهم إلى تسع نقاط عسكرية جديدة تم إنشاؤها داخل الأراضي السورية، حيث تعتبر هذه المنطقة مؤمّنة حاليًا.
بؤرة عدم استقرار
في المقابل، يبقى الوضع أكثر توترًا في الجولان الجنوبي، حيث لم يتم نزع سلاح القرى ذات الغالبية السنية على الطريق المؤدي إلى درعا، والتي كانت تؤيد جبهة النصرة خلال الحرب الأهلية السورية.
بعكس الشمال، لا يوجد أي نوع من التنسيق بين هذه القرى والقوات الإسرائيلية.
قبل أسبوعين، تعرّض جنود من كتيبة المظليين 890 لإطلاق نار كثيف أثناء قيامهم بدورية في بلدة نوى السورية، حيث أطلق مسلحون النار عليهم من شرفات المباني باستخدام رشاشات ثقيلة.
وتمكن الجنود من الاحتماء دون أن يصاب أحد منهم، وردّت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية بقتل سبعة مسلحين.
ووفقاً لضابط إسرائيلي رفيع، فإن القواعد العسكرية كانت تتيح لهم تصفية مئة عنصر، لكنهم اختاروا التريث.
المرتفعات الشرقية
وتابعت الصحيفة، أنه من الناحية الشرقية، يرصد الجيش الإسرائيلي التلال البركانية الواقعة على بُعد 18 إلى 20 كيلومترًا من الحدود، دون أن يدخلها فعليًا.
وغالبًا ما تقترب شخصيات مجهولة الهوية من المواقع السورية المهجورة هناك، فتُجبر على التراجع بإطلاق نيران تحذيرية.
ورغم الاهتمام الظاهر من جانب دمشق، ترفض إسرائيل السماح لقوات هيئة تحرير الشام بالدخول إلى هذه المناطق.
ويقول ضابط إسرائيلي رفيع: إن نظام الشرع ما يزال يواجه صعوبات في تثبيت سلطته، إذ إنه لا يسيطر على مناطق شاسعة، بما في ذلك الساحل الذي يهيمن عليه العلويون، والمناطق الشمالية التي تخضع لسيطرة تركية وكردية، بالإضافة إلى المناطق البدوية في الجنوب الشرقي. وبالتالي، فإن منطقة الحدود مع إسرائيل ليست من أولوياته في الوقت الراهن.
سيطرة محدودة وتأثيرات خارجية
زار دبلوماسيون غربيون العاصمة دمشق مؤخرًا لتقييم مدى سيطرة هيئة تحرير الشام على الدولة.
ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية أطلعتهم على تقييمات استخباراتية، فإن الوزارات الحيوية مثل الدفاع والخارجية بدت شبه فارغة، حيث لم يكن مشغولاً سوى عدد محدود من المكاتب داخل مبانٍ مخصصة لعشرات الإدارات.
وتقدّر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن هيئة تحرير الشام تملك نحو 60 ألف مقاتل خفيف التسليح، معظمهم يتحركون على متن شاحنات صغيرة.
وبعد انسحاب إيران من سوريا، بما في ذلك من منطقة الجولان، ما تزال روسيا تحتفظ بوجود عسكري على الساحل وفي مدينة القامشلي شمال شرق البلاد.
وتجري إسرائيل محادثات مع ممثلين عن تركيا لتنسيق الأنشطة العسكرية في سوريا، إذ يعتقد الجيش الإسرائيلي أن أنقرة تسعى إلى بناء جيش نظامي لصالح الشرع، خاصة بعد أن دمّرت إسرائيل معظم مخازن الأسلحة التي كانت تابعة لنظام الأسد. لكن تركيا تبدي ترددًا بسبب التكاليف المالية.