الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بمحاسبة المسؤولين عن قصف مستشفى ناصر وقتل الصحفيين

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بمحاسبة المسؤولين عن قصف مستشفى ناصر وقتل الصحفيين

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بمحاسبة المسؤولين عن قصف مستشفى ناصر وقتل الصحفيين
حرب غزة

في ظل تصاعد الغضب الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بضمان نتائج ملموسة وتحقيق العدالة فيما يتعلق بالتحقيقات حول جرائم القتل غير المشروع، وعلى رأسها القصف المزدوج الذي استهدف مستشفى ناصر في خان يونس، وأدى إلى مقتل 20 شخصًا، بينهم خمسة صحفيين، وفقًا لما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

دعوات أممية لمحاسبة إسرائيل


صرح ثِمين الخيطان، المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بجنيف، أن ما يحدث يثير الكثير من التساؤلات، خاصة مع العدد الكبير من الصحفيين الذين قُتلوا في غزة. وأضاف أن العدالة يجب أن تتحقق وأن الإفلات من العقاب لا يمكن أن يستمر.

تفاصيل القصف المزدوج لمستشفى ناصر


وقع الهجوم يوم الاثنين، حيث استهدفت إسرائيل المستشفى مرتين متتاليتين. الشهود أفادوا أن الضربة الثانية جاءت بعد نحو 15 دقيقة من الأولى، أي بالتزامن مع وصول فرق الإنقاذ والصحفيين لإخلاء المصابين؛ ما أسفر عن مقتل مسعفين وإعلاميين.

من بين الضحايا صحفيون يعملون مع وكالات كبرى مثل: رويترز وأسوشيتد برس وقناة الجزيرة، إضافة إلى إعلاميين مستقلين. وقد قوبل هذا الهجوم بإدانة دولية واسعة، وأصدرت المؤسسات الإعلامية بيانات نعي للضحايا وطالبت إسرائيل بفتح تحقيق شفاف.

رد إسرائيل والتحقيقات المثيرة للجدل


وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أسفه لما وصفه بـ"حادث مأساوي"، بينما زعمت المؤسسة العسكرية أن الهدف من الهجوم كان تدمير كاميرا تابعة لحركة حماس كانت تراقب الجيش الإسرائيلي من محيط المستشفى، مدعية أن ستة من القتلى كانوا "إرهابيين".

غير أن بيان الجيش لم يجب عن الأسئلة الجوهرية المتعلقة بأسباب استهداف المسعفين والصحفيين مرتين متتاليتين، وما إذا كان سيتم محاسبة المسؤولين عن مقتل المدنيين.

سجل التحقيقات الإسرائيلية وانتقادات المنظمات الحقوقية

وأشار المتحدث الأممي إلى أن إسرائيل كثيرًا ما تعلن عن فتح تحقيقات لكنها تُغلق دون نتائج أو إجراءات محاسبة، وأكد أن العدالة والمساءلة لم تتحققا حتى الآن رغم كثرة الوعود.

وكشف تقرير أصدرته منظمة "العمل ضد العنف المسلح" هذا الشهر، أن 88% من التحقيقات الإسرائيلية في جرائم الحرب المزعومة بغزة أُغلقت أو بقيت دون نتيجة، ومن أبرز القضايا غير المحسومة مقتل 112 فلسطينيًا أثناء انتظار المساعدات الغذائية في فبراير 2024، والقصف الذي أودى بحياة 45 فلسطينيًا في مخيم مؤقت جنوب القطاع في مايو من العام ذاته.

وحذر الباحثون في المنظمة من أن هذه الممارسات تعكس نمطًا ممنهجًا من الإفلات من العقاب لدى الجيش الإسرائيلي.

استهداف المستشفيات والصحفيين


وفق منظمة الصحة العالمية، تعرضت 33 من أصل 36 مستشفى في غزة لأضرار جسيمة منذ بداية الحرب، وبررت إسرائيل هذه الهجمات بادعاء استخدام حماس للمرافق الطبية كغطاء، دون تقديم أدلة دامغة.

أما بالنسبة للصحفيين، فقد تحولت غزة إلى أخطر مكان في العالم لممارسة العمل الصحفي، حيث قُتل 247 إعلاميًا فلسطينيًا خلال 22 شهرًا من الحرب، وهو عدد يفوق ما سجل في الحربين العالميتين وحروب فيتنام ويوغوسلافيا وأفغانستان مجتمعة.

ردود الفعل الدولية

أثار القصف المزدوج للمستشفى غضبًا عالميًا.. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف الهجمات بأنها غير مقبولة، مؤكدًا ضرورة حماية المدنيين والصحفيين في كل الظروف.

كما وقع 209 دبلوماسيين أوروبيين سابقين خطابًا مفتوحًا طالبوا فيه الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات حازمة، من بينها تعليق تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل ووقف تمويل المشاريع المشتركة مع مؤسسات إسرائيلية متورطة في الانتهاكات، بالإضافة إلى ملاحقة مجرمي الحرب من الجانبين حال دخولهم أراضي الاتحاد.

استمرار العمليات العسكرية وتصاعد الكارثة الإنسانية


رغم الضغوط الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل خطتها للسيطرة على مدينة غزة، في حملة عسكرية قد تمتد لخمسة أشهر.

وزارة الصحة في غزة أعلنت مقتل 75 شخصًا خلال 24 ساعة فقط، في وقت فر الآلاف من السكان تحت وطأة القصف المكثف.

المنظمات الإنسانية حذرت من أن استمرار الهجوم على المدينة سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى، خاصة مع معاناة السكان من المجاعة. 

جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل وجهت رسالة للحكومة حذرت فيها من أن إخلاء المستشفيات سيعني حكمًا بالإعدام للمرضى، نظرًا لاستحالة نقلهم إلى المراكز الطبية في الجنوب التي تعمل بالفعل بطاقتها القصوى.

المشهد السياسي والاحتجاجات داخل إسرائيل 

في موازاة ذلك، سلمت حركة حماس مقترحًا جديدًا للهدنة إلى الوسطاء، لكن إسرائيل لم ترد بعد، وسط توقعات إعلامية برفض العرض لصالح صفقة أوسع تشمل إعادة الأسرى ونفي قادة حماس من القطاع.

في الداخل الإسرائيلي، تواصلت المظاهرات حيث رفع المحتجون صور الأسرى وطالبوا بإنهاء الحرب، معتبرين أن استمرارها يهدد حياتهم.

تصعيد في الضفة الغربية


نفذت القوات الإسرائيلية عملية واسعة في رام الله، إحدى أكبر مدن الضفة الغربية، حيث أوقفت حركة المرور واشتعلت مواجهات مع شبان فلسطينيين. 

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 58 إصابة بالرصاص والغاز المسيل للدموع. الجيش الإسرائيلي أكد العملية دون تقديم أسباب واضحة، بينما أشارت مصادر فلسطينية إلى اعتقال ثلاثة أشخاص من مكتب صرافة.