آخرها برلمان شعب.. كيف توظف الجزيرة منصات لمهاجمة الدول العربية في الخفاء

توظف قناة الجزيرة عدد من المنصات لمهاجمة الدول العربية

آخرها برلمان شعب.. كيف توظف الجزيرة منصات لمهاجمة الدول العربية في الخفاء
قناة الجزيرة

خلف شاشات القنوات الإخبارية وصفحات المواقع الإلكترونية، تحاول قطر بث السم في العسل، حيث توظف العديد من الإعلاميين لخدمة توجهات الدوحة وأجنداتها لتحسين صورتها الإرهابية، ولذلك كانت صاحبة الشاشة التي فجرت أزمة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.

"برلمان شعب" المدعوم قطريا أثار حالة من الغضب الشعبي والرسمي بالمجتمع الخليجي والعربي، بعد بثه تصريحات جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني تدعم الحوثيين والتي خرجت عبر شاشة قناة الجزيرة القطرية وهي "الجزيرة" O2، التي تزعم في تعريفها أنها منصة ترفيهية بمحتوى وجه للشباب العربي في جميع أنحاء العالم، ولكنها في الحقيقة إحدى أدوات إشعال الأزمات واستهداف الدول.

جاء ذلك عبر برنامج "برلمان شعب" الذي يقدمه الإعلامي الكويتي شعيب راشد، وهو أحد الإعلاميين الذين استقطبتهم قطر، لآرائه الانحيازية لها في ظل المقاطعة العربية، ودعمه لأهداف الدوحة وتشويه الرباعي العربي، حيث أثار الجدل عدة مرات عبر ذلك البرنامج، الذي استغله لنقل عدة رسائل مبطنة.
وسلط برنامج "برلمان شعب" تركيزه على القضايا الجدلية في المنطقة العربية، لذلك كان لحرب اليمن الصدارة مؤخرا، حيث ناقشها عبر عدة زوايا مختلفة تخدم السبب الرئيسي، وهو الانقلاب الحوثي والسيطرة على اليمنيين وفرض نظام الخمس على ممتلكاتهم وغير ذلك من الممارسات الطائفية المرعبة، وإلصاق الأزمات بالتحالف العربي.

ومن خلال تلك المنصة، حرص شعيب على طرح العديد من القضايا لتشويه السعودية، منها تدويل الحج ومقتل جمال خاشقجي والأزمة الخليجية.

استقطاب قطري

تحاول قطر بكل جهودها استقطاب كل أنواع الإعلام من القنوات والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي حتى توظيف الشخصيات البارزة والمشاهير لتحقيق تأثير خفي من خلال أشكال مختلفة واستهداف بلدان بعينها.

كما أطلقت "الذباب الإلكتروني"، وهو حسابات وهمية تدار عن طريق برمجيات ومواقع تقوم بكتابة التعليقات والإعجاب وإعادة التغريد تلقائيا، ويكثر على موقع "تويتر"، بهدف نشر أفكار مغلوطة بما يخدم قطر، حيث كشفت دراسة إعلامية، العام الماضي، أن السعودية تصدرت قائمة الأخبار التحريضية التي نشرتها وسائل إعلام قطرية، بنسبة 48%، تلتها الإمارات بنسبة 22%، ثم البحرين 16%، وجاءت مصر في المرتبة الرابعة بنسبة 14%.

وبحسب الدراسة؛ يتفشى "الذباب الإلكتروني" بين الحسابات الإخبارية، وحسابات الصحف السعودية، والشخصيات الإعلامية الشهيرة والمدونين السعوديين المعروفين، فضلا عن أن حوالي 5% من المنشور في الإعلام الرسمي القطري، تناول ما يسميه ذلك الإعلام "الانتهاكات" في اليمن.

أذرع إعلامية

بعد أن تم الكشف عن حقيقة قناة الجزيرة وخرقها للقواعد والأسس الإعلامية، خرجت عدة جهات بديلة أخرى لدعم الاتجاه القطري عبر استقطاب العديد من المذيعين، وهو ما كلّف الدوحة نحو 30 مليار دولار في أقل من خمس سنوات دون تحقيق النتيجة المرغوبة، منها قناة "العربي الجديد" في لندن، التي أنشئت منذ عام 2015، حيث انتهجت الدوحة فيها سياسات خلق بدائل إعلامية، من دون إحداث تغيير جذري في قناة الجزيرة أو خطها التحريري.

"التليفزيون العربي" وهي قناة فضائية أسسها عضو الكنيست عزمي بشارة، والمدعوم من قطر، في عام 2014، تزامنا مع أزمة قطر الأولى التي بدأت في 5 مارس 2014، حيث عملت القناة على دعم وتأييد الدوحة، والذي يزخر بالعديد من الإعلاميين الممولين لخدمة الدوحة.

كما أطلقت موقع "عربي بوست"، الذي دشنه المدير العام السابق للجزيرة وضاح خنفر عام 2013، في لندن، حيث يتولى مهمة ترويج الأخبار الكاذبة والشائعات ونشر الأفكار المسيئة، بالإضافة إلى موقع "عربي 21"، في 2017، الذي يترأسه فراس أبو هلال الذي يتلقى دعما مباشرا من قطر، ودأب على الإساءة للدول العربية.

الوجه الحقيقي

وفي دراسة سابقة لمعهد الشرق الأوسط لبحوث الإعلام "ميمري" بعنوان "الوجه الحقيقي للجزيرة: الإسلام السياسي كذراع إعلامي للدولة القطرية"، أكدت أن إعلام الدوحة وعلى رأسه قناة الجزيرة تروج لخط تحريرى ملموس للغاية ويمكن التعرف عليه بوضوح لكل من يشاهدها، هي محطة مؤيدة للإسلاميين على مر السنين، حيث اعتمدت على فهرس يضم أكثر من 700 مقطع فيديو من قناة الجزيرة وأكثر من 100 تقرير من وسائل الإعلام العربية حول الجزيرة.

وأكدت الدراسة أنه تم تمديد التقارب الأساسي لقناة الجزيرة مع الجماعات الإسلامية بشكل متكرر بمرور الوقت لمنح الجماعات الأخرى عبر الطيف الإسلامي، بما في ذلك القاعدة وداعش، جمهورا متعاطفا، حيث أصبحت بشكل غير مفاجئ، إحدى نقاط الخلاف في القتال المستمر بين قطر والدول العربية.

ولفتت إلى سياسات قطر في خلق بدائل إعلامية بنفس التوجه التحريري، حيث "سعت قطر للتحوط من رهاناتها من خلال تمويل وإنشاء تلفزيون العربي في لندن منذ عام 2015".