خبراء لبنانيون: الوضع يزداد تأزمًا.. ولبنان في حاجة لاحتضان عربي

خبراء لبنانيون: الوضع يزداد تأزمًا.. ولبنان في حاجة لاحتضان عربي
صورة أرشيفية

تشهد لبنان أزمة سياسية واقتصادية تتعمق يومًا بعد الثاني، فباتت محاصرة بالاحتجاجات الشعبية على الظروف الاقتصادية من ناحية، وبالألاعيب السياسية والاغتيالات الغاشمة من ناحية أخرى، مما يجعل الظلام يحيط بالمستقبل المتوقع للبنان في الفترة المقبلة.


العنف يسيطر على احتجاجات طرابلس


اجتاحت مدينة طرابلس موجة من الاحتجاجات الشعبية، في 25 يناير الماضي، واستمرت لعدة أيام، احتجاجاً على قرار السلطات تمديد إجراءات الإغلاق الكلي، في إطار خطة مواجهة تفشي جائحة كورونا في البلاد.


وتخلّلت الاحتجاجات أعمال عنف وشغب، واحترق مبنى البلدية، وتعرض مبنى المحكمة الدينية، ومبانٍ حكومية للتخريب، ورمى بعض المحتجين قنابل يدوية على قوات الأمن.

وكانت حصيلة ضحايا التظاهرات، قتيلاً وأكثر من 400 جريح من المتظاهرين، و40 جريحاً من الشرطة والجيش. واعتقلت وحدات الجيش والمخابرات 25 شاباً، على الأقل، لدورهم في الأحداث.

واصلت الأجهزة الأمنية والقضائية في لبنان، تحقيقاتها في اغتيال الباحث والناشط لقمان سليم بعد يومين من استهدافه، جنوبي البلاد.

اغتيال لقمان سليم يثير موجة غضب عارمة


فيما جاء اغتيال الناشط اللبناني المعارض لسياسات حزب الله لقمان سليم، ليعمق الأزمة في لبنان، بعدما أشارت أصابع الاتهام إلى تورط الحزب في اغتياله، وارتفاع موجة الغضب الشعبي ضد الحزب وإرهابه في لبنان.


من جانبها، تواصل الأجهزة الأمنية والقضائية في لبنان، تحقيقاتها في اغتيال الباحث والناشط لقمان سليم بعد يومين من استهدافه، جنوبي البلاد.


وتقوم عائلة سليم بإجراءات فحص خاصة للجثمان، نظرًا إلى عدم ثقتها في القضاء والأجهزة، وفق ما ذكرته شقيقة سليم، رشا الأمير.

وقالت رشا: إنه لم يبادر أي مسؤول في الدولة أو الأجهزة إلى إجراء اتصال رسمي بها فيما يتعلق بالتحقيقات، فيما تم نقل الجثمان من صيدا، جنوبي لبنان، الجمعة، إلى الجامعة الأميركية في بيروت.


آثار تعذيب على جثة سليم


وأظهر تقرير الطبيب الشرعي وجود 6 رصاصات، إضافة إلى آثار تعذيب.


وطلبت العائلة استشارة طبيب خاص لمعرفة مزيد من التفاصيل، فيما لم يعرف بعد موعد تشييع الجثمان، حتى يوارى الثرى.

في غضون ذلك، دعا صحفيون وناشطون وباحثون إلى وقفة احتجاجية ضد الاغتيال السياسي في حديقة سمير قصير، وسط بيروت، رفضا لعودة نهج الاغتيالات بحق الناشطين.

ويأتي ذلك فيما تتوالى ردود الفعل المحلية والدولية المدينة لعملية الاغتيال التي تعرض لها سليم في جنوب لبنان، الخميس الماضي.

الأزمة الاقتصادية وراء الانفلات الأمني


من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي البارز محمد الرز، إنه كلما ازداد الانهيار الاقتصادي في لبنان وتضاعفت معاناة اللبنانيين، كلما تفاقم الانفلات الأمني وانتشرت السرقات والتعديات، مضيفاً: "وكلما تكثفت الجهود الدولية والعربية لوقف التدهور في لبنان، وفتح الباب أمام إعادة تثبيت مفهوم الدولة الوطنية فيه كان ذلك مدعاة لتصفية حسابات سياسية عبر الاغتيالات ولتغيير التحالفات بين الكتل والجبهات".


وأضاف الرز في تصريحات لـ"العرب مباشر": "ما سلف ذكره يمثل المشهد الدائر في الساحة اللبنانية ومن المتوقع أن تشهد المزيد منه، فالجراحات الكبرى يستتبعها آلام صعبة"، لافتًا أنه بالنظر إلى التطورات الحاصلة اليوم في لبنان، يظهر أن ثمة توافقًا أميركيًا فرنسيًا وأوروبيًا، عامًا على حل الأزمة اللبنانية.
الاحتضان العربي طوق نجاة لبنان 


وأردف:" وهذا التوافق يتواكب مع مبادرة عربية تقودها مصر انطلاقا من دورها القومي المتقدم وحرصها على سلامة المنظومة العربية، في مرحلة تشهد متغيرات كبرى وتنافس محاور دولية يسترجع ظروف الحرب الباردة"، مشددا على أن الأمان يبقى للبنان في العودة إلى الحضن العربي كجزء من أمتها ومن أمنها القومي .


تابع: "وهذا ما تقوم به مصر تواصلا منها مع مبادراتها لمساعدة لبنان، وأي دولة عربية، على تجاوز الظروف الصعبة ضمن إطار الحفاظ على مكوناتها الوطنية" .

الوضع يزداد تأزمًا


من جانبه قال الكاتب الصحفي اللبناني "فادي عاكوم"، بأن قضية اغتيال الناشط لقمان سليم، سيتبعها عدد آخر من الاغتيالات، الأمر الذي يثير الغضب داخل صفوف معارضي حزب الله، وممارساته، مؤكدا أن قوى الرابع عشر من آذار باتت تلوح بالاتهامات علانية ضد الحزب.


واعتبر "عاكوم" في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن المرحلة المقبلة ستشهد رياح غضب سياسي في لبنان، لا يمكن تحملها نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والشعبية التي تمر بها البلاد.