بعد تدمير الحاضر.. ميليشيا الحوثي تهدد تاريخ اليمن بعمليات نبش لمواقع أثرية

تهدد ميليشيا الحوثي تاريخ اليمن بعمليات نبش لمواقع أثرية

بعد تدمير الحاضر.. ميليشيا الحوثي تهدد تاريخ اليمن بعمليات نبش لمواقع أثرية
صورة أرشيفية

في إطار البحث عن مصادر جديدة للتمويل، شنت ميليشيا الحوثي حملات في مناطق أثرية يمنية للبحث عن آثار وكنوز تصلح للبيع في مزادات عالمية بعد إخراجها من اليمن، قادة ميليشيا الحوثي أشرفوا شخصيًا على تلك العمليات الممنهجة لتدمير تاريخ اليمن، خاصة مع قيامهم بعمليات حفر دون أسس علمية وبعيدًا عن أعين الجهات الحكومية المسؤولة عن التعامل مع الآثار، ورغم المناشدات الدولية والمحلية لحماية آثار اليمن من الاندثار إلا أن الانتهاكات الحوثية لا تتوقف.

تدمير تاريخ اليمن

شهدت الأيام الماضية تكثيفاً لعمليات ميليشيا الحوثي، حيث كشفت مصادر عاملة في هيئة الآثار اليمنية عن عمليات تجريف ونبش واسعة تعرضت لها مواقع أثرية قديمة في محافظتَيْ إب وذمار وسط اليمن من قبل عناصر مسلحة توالي قيادات حوثية بارزة، بحسب تقارير إعلامية يمنية، المصادر أكدت أن موقع "العصيبية" الأثري في إب - ويقع في قرية "الدثيهة" بعزلة وادي عصام في مديرية السدة، وهو أحد المواقع التاريخية المعروفة في محافظة إب، كان أبرز المناطق التي تعرضت لعمليات حفر وتجريف واسعة بحثًا عن الآثار اليمنية، حيث شهد الموقع انتشارا مكثفا لعناصر مسلحة تابعة لأحد القيادات الحوثية، تقوم بعمليات بحث عشوائي بحثًا عن أي قطع أثرية ذات قيمة تسمح بتهريبها وبيعها، ورصد العديد من الأهالي عمليات الحفر العميقة في أماكن متفرقة من الموقع الأثري الأمر الذي دفعهم لرفض أفعال ميليشيا الحوثي في تدمير تاريخهم.

شهادات الأهالي

من جانبه، يقول محمد عمران، يمني 39 عامًا: تفاجأنا بعمليات حفر هائلة من قبل أشخاص مسلحين، حاولت إبلاغ أجهزة الأمن ولكن لم يستجب أحد، فالأجهزة الأمنية تابعة لميليشيا الحوثي، وفقط يأخذون المعلومات مني ثم أراقب فلا يحدث جديد، مضيفًا، ما يحدث هو تدمير لتاريخ بلادنا فرغم الحرب الأهلية والسنوات الطويلة من الفوضى إلا أن الشعب اليمني حافظ على تلك المناطق ولم يمسسها رغم الفقر والحاجة، والآن نراها تدمر أمام أنظارنا ولا يتحرك أحد لإنقاذها.

في السياق ذاته، يقول حسن طحان، 40 عامًا: العصيبية ليس هو المكان الأول الذي يتعرض للسرقة والنهب والتخريب، مضيفًا أن ميليشيا الحوثي خلال الفترة الماضية قامت بعمليات نبش في عدد من المناطق الأثرية وأبرزها "حصن حب" الذي استمر الحفر فيها لعدة أسابيع وكأن البلاد لا يوجد بها أجهزة أمن، مضيفًا أن موقع هران الأثري أيضًا تم نهبه بعد عمليات بحث وتنقيب من أفراد ملثمين ومسلحين.

مناشدة العالم

يذكر أن موقع هران "من المواقع القليلة التي تتميز بغزارة البقايا الأثرية المتنوعة، التي تعود إلى حقب متنوعة ومتعاقبة، بينها عصور الممالك اليمنية السبئية والحميرية، أهمية الموقع جعلته عرضة للنهب والتجريف من قِبل العصابات الحوثية التي تبحث عن الكنوز والآثار داخل الأضرحة القديمة التي تتواجد داخل الموقع، ما يجري في موقع هران دفع الأكاديمي البارز في جامعة ذمار، الدكتور يحيى دادية، إلى إطلاق مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي بضرورة التصدي وإيقاف الاعتداءات التي يتعرض لها الموقع الأثري والتي باتت تشكل ضررا كبيرا، موضحا أن موقع "هران" من المواقع المهمة ليس على مستوى المحافظة بل على مستوى اليمن.