الجيش الإسرائيلي يفتح ممرًا إضافيًا للنزوح من غزة وسط تصاعد العمليات العسكرية
الجيش الإسرائيلي يفتح ممرًا إضافيًا للنزوح من غزة وسط تصاعد العمليات العسكرية

أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، عن فتح ممر إضافي ومؤقت لإجلاء سكان مدينة غزة نحو الجنوب، وذلك في ظل الازدحام الشديد الذي يشهده الطريق الساحلي أ-رشيد المستخدم للنزوح منذ بدء التوغل البري في المدينة.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن الممر الجديد يمتد عبر شارع صلاح الدين في شرق المدينة، وهو الطريق الرئيس الذي يربط قطاع غزة طوليًا ويعرف باسم تنشر، ويتيح العبور من دون تفتيش بالقرب من مواقع عسكرية إسرائيلية عند منطقة نيتساريم.
مدة فتح الممر والتعليمات الميدانية
يبدأ العمل بالممر الجديد ظهر اليوم ويستمر حتى ظهر الجمعة 19 سبتمبر 2025، أي لمدة 48 ساعة فقط.
الجيش الإسرائيلي نشر خريطة تحدد الممرات المسموح استخدامها، مؤكدًا أن الحركة يجب أن تتم عبر الطرق المعلّمة باللون الأصفر للوصول إلى مناطق الجنوب، وذلك لتخفيف الضغط على الطريق الساحلي وتسهيل حركة النزوح.
خلال الساعات الأخيرة شهدت حركة النزوح على طريق الساحل تباطؤًا شديدًا وصعوبات كبيرة في تأمين وسائل النقل، حيث اشتكت عائلات عديدة من عجزها عن إيجاد مركبات تقلها بعيدًا عن مناطق القتال، ما ضاعف من معاناتها في ظل استمرار القصف والاشتباكات البرية.
شهادات صادمة من قلب المعاناة
ورصدت وسائل إعلام غربية شهادات لسكان يواجهون صعوبة في اتخاذ القرار بالرحيل، فقد تحدثت نساء من المدينة عن عدم قدرتهن على شراء خيام أو نقل ممتلكاتهن، ما جعلهن يشعرن بأن النزوح يساوي الانتقال إلى المجهول.
كما عبرت أمهات من أحياء مكتظة عن رغبتهن في المغادرة مقابل عجزهن عن تنفيذ ذلك بسبب الظروف المادية والأمنية.
وتشير التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى نزوح نحو 370 ألف شخص من مدينة غزة حتى الآن، فيما ما يزال قرابة نصف مليون آخرين داخلها.
كما تحدثت مصادر الجيش عن توفير ظروف أفضل للنازحين في جنوب القطاع مع استمرار إدخال المساعدات الإنسانية من خيام وأدوية ومواد غذائية، إضافة إلى خطوط مياه أكثر مما كان متاحًا قبل الحرب.
كما توقع الجيش أن تزداد وتيرة النزوح مع تقدم العمليات البرية وتوسّع رقعة القتال.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه قطاع غزة أشد المراحل عنفًا منذ بدء الحرب، حيث تحاول القوات الإسرائيلية إحكام سيطرتها على مدينة غزة وسط تصاعد الانتقادات الدولية للأوضاع الإنسانية الكارثية، بينما تواصل عشرات الآلاف من الأسر العالقة مواجهة الخيار الصعب بين البقاء تحت القصف أو النزوح نحو المجهول.