الإضراب الشامل في إسرائيل يهز عرش نتنياهو ويربك حسابات الاحتلال

الإضراب الشامل في إسرائيل يهز عرش نتنياهو ويربك حسابات الاحتلال

الإضراب الشامل في إسرائيل يهز عرش نتنياهو ويربك حسابات الاحتلال
إضراب إسرائيل

في تطور جديد يعكس تصاعد الضغوط الشعبية في إسرائيل من أجل الإفراج عن المختطفين في غزة، بثّ مقر عائلات المختطفين، مساء السبت، سلسلة من المقاطع المصوّرة ظهر فيها عدد من الناجين من الأسر إلى جانب ذوي ضحايا الأسر، وهم يوجهون نداءً مباشرًا إلى الشارع الإسرائيلي للمشاركة في إضراب شامل، اليوم الأحد، تحت شعار فلنوقف الدولة يومًا واحدًا، وهي الدعوات التي أربكت حكومة بنيامين نتنياهو، حسبما نقلت شبكة "آي 24" الإسرائيلية.

شهادات شخصية تهز الرأي العام


وتابعت الشبكة العبرية، أن من أبرز الأصوات التي ظهرت في هذه المقاطع ساشا تروفانوف، الذي أُفرج عنه في صفقة تبادل بعد أن قضى 498 يومًا في الأسر.
 
روى تروفانوف تفاصيل معاناته، قائلاً: " إنه لا يستطيع الوقوف مكتوف اليدين أمام ما يعانيه من لا يزالون في الأسر". 

وأضاف: أن المشاهد التي تخرج من غزة تكشف عن مستوى جديد من الفظائع، داعيًا الإسرائيليين إلى شلّ الحركة في البلاد ليوم واحد من أجل التفكير جديًا بكيفية المساهمة في تحرير المختطفين، ومشاركة عائلاتهم في آلامهم.

كما ظهر رَز وأوهاد بن عمي، اللذان اختُطفا معاً ثم أُطلق سراحهما بفارق يقارب السنة بينهما، ليوجها دعوة مماثلة، مؤكدين أن الإضراب يمثل رسالة أمل للمختطفين بأنهم ليسوا وحدهم.

وانضمت إلى هذه الحملة أيضًا ميخال لوڤنوف، زوجة أليكس لوڤنوف الذي قُتل أثناء أسره لدى حركة حماس في رفح في سبتمبر 2024، حيث دعت الجمهور إلى إثبات الدعم والوفاء للمختطفين من خلال المشاركة في شلّ الدولة ليوم كامل.

إعلان الإضراب العام وتصاعد المشاركة


وأعلن مقر عائلات المختطفين بالتنسيق مع منتدى عائلات قتلى السابع من أكتوبر مطلع الأسبوع عن قرار الإضراب الشامل ليوم الأحد، وذلك احتجاجًا على قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر إطلاق عملية عسكرية واسعة للسيطرة على قطاع غزة.

التحرك وجد صدى سريعًا، إذ خلال ساعات قليلة من الإعلان انضمت مئات الشركات الخاصة إلى الدعوة، بينما أعلن آلاف المواطنين أنهم سيأخذون يوم إجازة للمشاركة. وفي غضون ثلاث ساعات فقط، تبرع الجمهور بنصف مليون شيكل لدعم فعاليات الإضراب، ما اعتبر مؤشرًا على تعبئة جماهيرية غير مسبوقة.

انضمام الجامعات والقطاع الصناعي


وحظيت الحملة بتأييد مؤسسات أكاديمية بارزة، من بينها الجامعة العبرية في القدس، جامعة تل أبيب، جامعة رَيخمان، وغيرها، حيث أعلنت إداراتها السماح للطلاب والعاملين بالمشاركة في الإضراب.

 وفي السياق ذاته، أرسل رئيس اتحاد الصناعيين الإسرائيليين الدكتور رون تومر رسالة إلى شركات الصناعة والتكنولوجيا الأعضاء في الاتحاد، دعا فيها إلى دعم الموظفين الراغبين في الانضمام للاحتجاجات على مستوى البلاد.

على الرغم من أن الهستدروت (اتحاد النقابات العمالية) وكبار رجال الأعمال لم يعلنوا انضمامهم رسميًا إلى الإضراب، فإن لقاءً جرى بين ممثلين عن مقر عائلات المختطفين ورئيس الاتحاد أرنون بر-دافيد وبحضور شخصيات اقتصادية بارزة أسفر عن اتفاق على دعم مظاهر التضامن الفردية. 

ودعت الهستدروت أصحاب العمل إلى السماح للموظفين بأخذ يوم إجازة للمشاركة في النشاطات المرتبطة بالحملة.

وحمل النداء الصادر عن الناجين من الأسر طابعًا إنسانيًا مؤثرًا عزز من حجم التعبئة الشعبية، لكنه في الوقت نفسه زاد من تعقيدات المشهد السياسي، خاصة مع تزامن هذه الدعوات مع قرارات عسكرية حساسة تتخذها الحكومة بشأن غزة.

 وبينما يرى منظمو الإضراب أن الهدف هو تحريك الضمير الجماعي للضغط من أجل استعادة المختطفين، هناك من يعتبر أن الحراك قد يستخدم في إطار تجاذبات سياسية أوسع.