محلل فلسطيني: تعنت حماس وتصلب إسرائيل يُفشلان جهود الهدنة ويزيدان معاناة غزة

محلل فلسطيني: تعنت حماس وتصلب إسرائيل يُفشلان جهود الهدنة ويزيدان معاناة غزة

محلل فلسطيني: تعنت حماس وتصلب إسرائيل يُفشلان جهود الهدنة ويزيدان معاناة غزة
حرب غزة

تشهد مفاوضات الهدنة في قطاع غزة حالة من الجمود والتعثر، في ظل تمسك كل من حركة حماس والجانب الإسرائيلي بمواقفهما المتشددة، ما يهدد بإطالة أمد الحرب واستمرار المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع منذ أكثر من عشرة أشهر.

وبحسب مصادر مطلعة على مجريات المفاوضات غير المباشرة، فإن الجولة الأخيرة التي جرت بوساطة مصرية وقطرية وبدعم أمريكي، لم تنجح في إحداث اختراق حقيقي، بسبب رفض حماس تقديم تنازلات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، خاصة ما يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ووقف دائم لإطلاق النار، في مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين.

في المقابل، يتمسك الاحتلال الإسرائيلي بضرورة استعادة الأسرى أولاً، مع رفضه الالتزام بوقف كامل للعمليات العسكرية قبل ضمان تفكيك القدرات العسكرية لحماس، وهو ما ترفضه الحركة، وتعتبره خرقًا لأي تفاهمات محتملة.

وتؤكد التقارير، أن الوساطات ما زالت تحاول تقريب وجهات النظر، لكن التعنت المتبادل يقلص فرص التوصل إلى اتفاق في المدى القريب، خصوصًا مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب حتى "تحقيق النصر الكامل"، وفق تعبيره.

من جهتها، دعت الأمم المتحدة وعدة أطراف دولية إلى ضبط النفس واستئناف المفاوضات على أساس المبادرة المصرية، مشددة على ضرورة التوصل إلى هدنة فورية ومستدامة تتيح دخول المساعدات الإنسانية وتمنع انهيار الأوضاع الصحية والمعيشية في القطاع.

ويعاني أكثر من 2.2 مليون فلسطيني في غزة من ظروف إنسانية كارثية، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص حاد في الغذاء والدواء، وتدمير البنية التحتية، في وقت تجاوز فيه عدد الشهداء أكثر من 38 ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ بداية الحرب.

ويرى مراقبون، أن استمرار حالة الانسداد السياسي يزيد من تعقيد المشهد، ويجعل من أي هدنة مستقبلية رهينة لمواقف متصلبة قد تؤدي إلى جولات جديدة من التصعيد، ما لم يُمارس ضغط دولي فاعل على الطرفين لدفعهما نحو حل سياسي شامل.

أكد المحلل السياسي الفلسطيني د. طلال عوكل، أن مفاوضات الهدنة في قطاع غزة وصلت إلى طريق مسدود بسبب التعنت الواضح من قبل حركة حماس، والتصلب الإسرائيلي في شروطه؛؛ مما أدى إلى تعطيل كل المبادرات المطروحة، بما فيها المقترح المصري الأخير الذي يحظى بدعم دولي.

وقال عوكل -في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": إن المراوحة في نفس النقاط الخلافية بين الطرفين، وخصوصًا ما يتعلق بمرحلة ما بعد إطلاق سراح الرهائن، تعكس غياب الإرادة السياسية لدى الجانبين لإنهاء الحرب، مشيرًا أن كليهما يسعى لتحقيق مكاسب ميدانية وسياسية قبل أي اتفاق نهائي.

وأوضح، أن حماس تطالب بوقف شامل ودائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، مع ضمانات بإعادة الإعمار ورفع الحصار، في حين ترفض إسرائيل تقديم أي التزامات مستقبلية وتصر على استمرار عملياتها العسكرية حتى "تفكيك البنية العسكرية لحماس".

وأضاف: أن هذا الانسداد في مسار التفاوض يأتي في وقت يعيش فيه سكان غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية غير مسبوقة، لافتًا أن استمرار هذا الوضع يهدد بانفجار اجتماعي وأمني قد تكون له تداعيات إقليمية خطيرة.

وأكد المحلل الفلسطيني، أن الوساطة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لإيجاد صيغة توافقية، لكن المشكلة الأساسية تكمن في غياب الثقة بين الطرفين، واستغلال كل منهما لمعاناة الشعب الفلسطيني في إطار حسابات سياسية ضيقة.

وختم عوكل تصريحه بدعوة المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط السياسية والدبلوماسية، من أجل دفع الطرفين للقبول بهدنة حقيقية تنهي معاناة المدنيين وتفتح الباب أمام تسوية شاملة تضمن أمن واستقرار المنطقة.