الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن يكشف عزلة واشنطن الدولية.. تفاصيل عرقلة قرار إنهاء حرب غزة
الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن يكشف عزلة واشنطن الدولية.. تفاصيل عرقلة قرار إنهاء حرب غزة

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو للمرة السادسة في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة ورفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. المشروع، الذي صاغته الدول العشر المنتخبة في المجلس، حصل على 14 صوتًا مؤيدًا مقابل صوت واحد معترض هو الولايات المتحدة، ما يعكس عزلة الموقف الأمريكي داخل المجلس حيال الحرب المستمرة منذ قرابة عامين بين إسرائيل وحركة حماس، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.
مضمون مشروع القرار
نص المشروع على دعوة مجلس الأمن إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بشكل فوري ودائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، إضافة إلى الإفراج الفوري والكريم وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس وفصائل أخرى.
الموقف الأوروبي وانتقادات للوضع الإنساني
قبل التصويت، قالت سفيرة الدنمارك لدى الأمم المتحدة كريستينا ماركوس لاسن إن المجاعة أصبحت مؤكدة في غزة وليس متوقعة، مشيرة إلى أن توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية في مدينة غزة فاقم معاناة المدنيين، وإن هذا الوضع الإنساني الكارثي والخلل الإنساني دفع دول المجلس إلى التحرك.
وأكدت تقارير دولية الشهر الماضي أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني رسميًا من المجاعة وأنها مرشحة للانتشار بشكل أوسع إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
الموقف الأمريكي وحماية إسرائيل
اعتبرت الولايات المتحدة أن حركة حماس هي المسؤولة عن اندلاع الحرب واستمرارها، مؤكدة على لسان مبعوثتها الخاصة للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أن إسرائيل وافقت على مقترحات لإنهاء الحرب بينما رفضتها حماس، وأنه كان بالإمكان إنهاء النزاع فورًا إذا أطلقت حماس سراح الرهائن وألقت السلاح.
ورغم أن واشنطن أيدت الأسبوع الماضي بيانًا لمجلس الأمن أدان الضربات الأخيرة على قطر دون أن يشير صراحة إلى إسرائيل، فإن الفيتو الجديد أظهر أن الإدارة الأمريكية ما زالت تمنح إسرائيل غطاءً دبلوماسيًا قويًا في المحافل الدولية.
تباين المواقف بين إسرائيل وواشنطن
وأقر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بأن تل أبيب لم تكن راضية عن بيان مجلس الأمن بخصوص الهجمات على قطر، لكنه أشار إلى أن مستوى التعاون مع الولايات المتحدة ما زال مرتفعًا للغاية.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتوجه إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب في 29 سبتمبر بعد إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.
اجتماعات مرتقبة
من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا رفيع المستوى حول غزة الأسبوع المقبل بالتزامن مع وجود قادة العالم في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة، وسط مساعٍ دولية متزايدة لإنهاء الحرب ومعالجة آثارها الإنسانية المتفاقمة