طارق فهمي لـ العرب مباشر: قمة ألاسكا حرّكت المياه الراكدة لكنها لم تُنتج اتفاقًا واضحًا

طارق فهمي لـ العرب مباشر: قمة ألاسكا حرّكت المياه الراكدة لكنها لم تُنتج اتفاقًا واضحًا

طارق فهمي لـ العرب مباشر: قمة ألاسكا حرّكت المياه الراكدة لكنها لم تُنتج اتفاقًا واضحًا
الدكتور طارق فهمي

في قراءة تحليلية للقمة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، رأى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن اللقاء حمل بعدين متوازيين، نجاح بروتوكولي على المستوى الشكلي، لكنه افتقد إلى مضمون واضح أو اتفاقات محددة. 

وأكد فهمي، أن القمة - رغم محدودية نتائجها- قد تشكل خطوة أولية باتجاه مسار أوسع من الحوار الأميركي – الروسي، يظل مرتبطًا بقدرة الجانبين على وضع محددات وضوابط واضحة خلال الفترة المقبلة.

نجاح شكلي دون مضمون واضح

 

أوضح فهمي -في تصريح لـ"العرب مباشر"-، أن القمة نجحت في كسر الجمود السياسي القائم بين واشنطن وموسكو، ووفرت مساحة من التفاهم على مستوى الشكل والبروتوكول، إلا أنها لم تُنتج أي اتفاق رسمي أو صياغة مشتركة يمكن البناء عليها، معتبرًا أن هذا النمط من اللقاءات يعكس حاجة الطرفين إلى اختبار النوايا أولاً قبل الدخول في تفاصيل معقدة.

ملفات شائكة على الطاولة

وأشار، أن القمة ناقشت ملفات ثقيلة ومعقدة، أبرزها: الحرب الروسية – الأوكرانية، والبرنامج النووي الإيراني، والعقوبات الغربية المفروضة على موسكو، فضلاً عن المطالب الأوكرانية بالحصول على ضمانات أمنية ودعم غربي متواصل.

 ووفق فهمي، فإن هذه القضايا تحتاج إلى مراجعة دقيقة وخطوات تدريجية، لأنها تمثل في الوقت ذاته عناصر ضغط وعقبات أمام أي تسوية سريعة.

بناء الثقة وتحريك الجمود

وبحسب فهمي، فإن الإنجاز الأهم للقمة يتمثل في قدرتها على تحريك المياه الراكدة وفتح الباب أمام إجراءات لبناء الثقة بين الجانبين، حتى وإن لم تُسفر عن نتائج مباشرة. 

وأضاف: "يمكن النظر إلى هذا اللقاء كخطوة تأسيسية تسبق مسارات أكثر عمقاً في المستقبل، حيث سيتم وضع جدول أعمال واضح يحدد أولويات الحوار والملفات المطروحة"، مشددًا على أن ذلك هو ما يفسر الحضور المكثف للمسؤولين الأميركيين والروس على حد سواء.

مكاسب وخسائر متفاوتة

وختم الدكتور طارق فهمي تصريحاته بالتأكيد على أن مسار القمة سيظل مفتوحًا على احتمالات متباينة، فيها مكاسب وخسائر لكل الأطراف. 

فبالنسبة للجانب الأوروبي، يبقى الخوف من إطالة أمد الحرب وتراجع الدعم الأميركي. 

أما بالنسبة لروسيا، فقد كسبت اعترافًا ضمنيًا بضرورة الحوار معها بعد فترة من العزلة، فيما تحاول الولايات المتحدة استكشاف ما إذا كان بالإمكان تحويل هذا الحوار إلى أداة ضغط تساهم في إنهاء النزاع. 

وفي كل الأحوال، وصف فهمي القمة بأنها: "خطوة أولى ضمن مسار طويل ومعقد، لكنه ضروري لإعادة ضبط التوازنات الدولية".