تُعتبر الشمس مصدر الحياة والطاقة على كوكبنا، إلا أنّ الإفراط في التعرّض لأشعتها قد يحوّل دفئها إلى عدوّ صامت يهدد البشرة. 

حروق الشمس ليست مجرد احمرار بسيط أو إزعاج عابر، بل هي استجابة التهابية حادة للجلد نتيجة التعرّض المفرط للأشعة فوق البنفسجية (UVA وUVB)، ويمكن أن تترك آثارًا مؤلمة ومضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح.

 ما هي حروق الشمس؟

تحدث حروق الشمس عندما تتعرّض البشرة لفترة طويلة لأشعة الشمس دون حماية كافية؛ مما يؤدي إلى تلف خلايا الجلد السطحية والعميقة. 

تختلف شدة الحروق باختلاف نوع البشرة ومدة التعرض للأشعة وقوتها، حيث يبدأ الجلد بالاحمرار ثم الالتهاب، وقد تتطور الحالة إلى ظهور فقاعات وبثور، مع أعراض أخرى مثل الصداع، الحمى، والغثيان.

 درجات حروق الشمس

1. الدرجة الأولى

تُعدّ الأخف بين الأنواع، وتؤثر على الطبقة الخارجية فقط من الجلد، مسببةً احمرارًا بسيطًا وألمًا خفيفًا. هذا النوع غالبًا ما يُشفى خلال أيام قليلة باستخدام العلاجات المنزلية والمرطبات.

2. الدرجة الثانية

تصل الحروق هنا إلى طبقات أعمق من الجلد وتؤثر على النهايات العصبية، ما يسبب ألمًا أشد وتورمًا واضحًا مع ظهور فقاعات مملوءة بالسوائل. يحتاج هذا النوع إلى عناية طبية خاصة لتجنّب العدوى وندوب الجلد.

3. الدرجة الحادّة أو الثالثة

تُعدّ أخطر درجات حروق الشمس، إذ تؤدي إلى التهابات حادة، وظهور وذمة وفقاعات كبيرة على الجلد، وقد تترك آثارًا دائمة. كما قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد مثل: الورم الميلانينيّ الخبيث.

 أشكال ومضاعفات حروق الشمس

التقران السفعي (Actinic Keratosis): آفات خشنة رمادية أو صفراء تظهر عادة على فروة الرأس أو الوجه بعد التعرض الطويل للشمس.

تبكّل الجلد الخلقي (Poikiloderma of Civatte): تصبغات جلدية على الرقبة والصدر نتيجة التعرض المزمن لأشعة الشمس.

الجلد الحطاطي الأسود (Dermatosis Papulosa Nigra): يظهر غالبًا لدى أصحاب البشرة الداكنة على الخدين والرقبة، ويُعتبر شكلاً من أشكال التقران المثي.

 علاج حروق الشمس

يهدف العلاج إلى تهدئة الجلد وتسريع عملية الشفاء، ويشمل:

استخدام الكمّادات الباردة لتهدئة الألم.

تطبيق مرطبات تحتوي على الألوفيرا أو البانثينول.

شرب كميات كافية من الماء لتعويض فقدان السوائل.

تجنب فقع الفقاعات لتفادي العدوى.

في الحالات المتقدمة، قد يصف الطبيب كريمات تحتوي على الكورتيزون أو مسكنات للألم.



 الوقاية من حروق الشمس

الوقاية خير من العلاج، ويمكن حماية البشرة عبر:

وضع واقي شمس بعامل حماية لا يقل عن SPF 30 قبل الخروج بـ20 دقيقة.

ارتداء ملابس قطنية فاتحة وقبعة واسعة الحواف.

تجنب التعرض المباشر للشمس بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً.

إعادة وضع واقي الشمس كل ساعتين أو بعد السباحة.

إنّ حروق الشمس ليست مجرد مشكلة تجميلية، بل إنذارٌ من الجلد لحماية نفسه من الضرر. 

التعرّض غير الآمن لأشعة الشمس قد يؤدي إلى تلف دائم في خلايا البشرة، ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد. لذا، تبقى الوقاية والوعي هما السلاح الأقوى للحفاظ على صحة البشرة وجمالها تحت وهج الشمس.