محلل سياسي: استمرار الصراع دون تسوية سياسية ينذر بانهيار شامل في السودان

محلل سوداني: استمرار الصراع دون تسوية سياسية ينذر بانهيار شامل في السودان

محلل سياسي: استمرار الصراع دون تسوية سياسية ينذر بانهيار شامل في السودان
الحرب السودانية

يشهد السودان وضعًا ميدانيًا متوترًا مع استمرار المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدة مناطق، أبرزها العاصمة الخرطوم وولايات دارفور والجزيرة، وسط تدهور اقتصادي متسارع وانعدام الخدمات الأساسية في ظل حرب دخلت عامها الثاني دون أفق واضح للحل.

وأفادت منظمات إنسانية، بأن الأوضاع تتجه نحو مزيد من التدهور، مع انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية عن مناطق واسعة بسبب الحصار والدمار الذي لحق بالبنية التحتية.

اقتصاديًا، يعيش السودان واحدة من أسوأ أزماته منذ عقود، إذ تجاوز معدل التضخم 300% وفق تقديرات خبراء اقتصاديين، فيما تراجعت قيمة الجنيه السوداني إلى مستويات قياسية أمام العملات الأجنبية. 

وتشهد الأسواق ندرة حادة في الوقود والخبز والدواء، في وقت تتزايد معاناة المواطنين مع توقف معظم الأنشطة الإنتاجية والخدمية.

وعلى الصعيد السياسي، فشلت حتى الآن جهود الوساطة الإقليمية والدولية في إقناع طرفي الصراع بالالتزام بوقف إطلاق النار، رغم تعدد المبادرات من الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد ودول عربية. 

وتشير تقارير دبلوماسية، إلى أن غياب الثقة بين الجانبين وتضارب الأجندات الإقليمية يعقدان فرص التوصل إلى تسوية قريبة.

وفي ظل هذه التطورات، حذر مراقبون من أن استمرار الحرب دون حلول سياسية عاجلة قد يدفع البلاد إلى حافة الانهيار الكامل، خاصة مع تفاقم الأزمة الإنسانية التي طالت أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج السودان، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ويظل المشهد السوداني مفتوحًا على كل الاحتمالات، بين تصاعد ميداني متواصل ومساعٍ دبلوماسية ما تزال عاجزة عن كبح جماح الصراع الذي يهدد بتفكيك الدولة السودانية ما لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة تنهي دوامة الحرب والمعاناة.

وحذر المحلل السياسي السوداني د. محمد عبد الله من خطورة استمرار الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع دون التوصل إلى تسوية سياسية عاجلة، مؤكدًا أن الأوضاع الميدانية والاقتصادية في البلاد بلغت مرحلة "الانفجار الكامل"، في ظل غياب أي مؤشرات حقيقية للتهدئة أو الحل.

وقال د. عبد الله -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: إن الأزمة لم تعد عسكرية فقط، بل تحولت إلى أزمة إنسانية واقتصادية خانقة تهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي السوداني، موضحًا أن تراجع قيمة الجنيه وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق انعكسا مباشرة على حياة المواطنين الذين يواجهون أوضاعًا معيشية قاسية.

وأضاف: أن فشل جهود الوساطة الإقليمية والدولية يعود إلى غياب الإرادة السياسية لدى طرفي الصراع، إلى جانب تضارب المصالح الخارجية التي باتت تغذي الأزمة أكثر مما تحلها، مشيرًا إلى أن أي مبادرة لا تنطلق من وقف شامل لإطلاق النار وتوحيد القيادة السياسية والعسكرية ستظل بلا جدوى.

ودعا المحلل السوداني إلى ضرورة تشكيل حكومة انتقالية مدنية مدعومة من جميع القوى الوطنية، تكون قادرة على إدارة المرحلة المقبلة وإعادة بناء مؤسسات الدولة المنهارة، مؤكدًا أن الحل السوداني الخالص هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من التفكك والانهيار.

واختتم د. محمد عبد الله حديثه قائلاً : إن السودان يقف اليوم على مفترق طرق خطير، وأن المجتمع الدولي مطالب بدعم الحلول السودانية لا فرض أجندات خارجية، لأن استمرار الحرب سيقود إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.