محلل سياسي : استمرار الصراع يفاقم المأساة الاقتصادية والإنسانية في السودان

محلل سياسي : استمرار الصراع يفاقم المأساة الاقتصادية والإنسانية في السودان

محلل سياسي : استمرار الصراع يفاقم المأساة الاقتصادية والإنسانية في السودان
الحرب السودانية

يشهد السودان تصاعدًا مقلقًا في أزمته الداخلية، حيث تتفاقم المآسي الإنسانية بالتوازي مع انهيار اقتصادي حاد يثقل كاهل المواطنين. 

فمع استمرار الصراع المسلح في عدد من الولايات، تتدهور الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق، وسط غياب حلول سياسية تضع حدًا لمعاناة المدنيين.

التقارير الواردة من الداخل تشير إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني، مع ندرة الوقود والخبز، وانهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ما جعل حياة الملايين أكثر صعوبة.

 كما يعاني القطاع الصحي من شلل شبه كامل بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما يواجه النازحون أوضاعًا إنسانية قاسية في المخيمات.

وفي الوقت نفسه، يواصل الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع التمدد جغرافيًا، ليضاعف من حجم المأساة ويزيد من الضغوط على المدنيين، حيث تتعرض أحياء سكنية مكتظة بالقصف والاشتباكات، ما يدفع المزيد من الأسر إلى النزوح القسري.

المجتمع الدولي عبّر عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع في السودان، داعيًا إلى هدنة إنسانية عاجلة تسمح بإيصال المساعدات.
 غير أن غياب الإرادة السياسية والتباين بين أطراف الصراع يبقي الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد، ما ينذر بكارثة إنسانية واقتصادية قد تتجاوز حدود البلاد.

وأكد المحلل السياسي السوداني د. محمد الأمين، أن استمرار الحرب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع يضع السودان على حافة كارثة شاملة، موضحًا أن الأزمة لم تعد سياسية أو عسكرية فقط، بل تحولت إلى مأساة اقتصادية وإنسانية تهدد استقرار المجتمع بالكامل.

وقال الأمين لـ"العرب مباشر": إن الانهيار المتسارع للعملة الوطنية وارتفاع أسعار السلع الأساسية بصورة غير مسبوقة يعكسان حجم التداعيات الاقتصادية للصراع، مشيرًا أن المواطنين أصبحوا عاجزين عن تلبية احتياجاتهم اليومية، فيما يعاني النازحون من أوضاع بالغة القسوة في ظل نقص الغذاء والدواء.

وأضاف: أن غياب الحلول السياسية واستمرار الانقسام بين الأطراف المتحاربة يفاقمان الوضع، حيث تتعرض مدن كاملة للقصف العشوائي، ما يدفع بمزيد من الأسر إلى النزوح القسري ويزيد من الضغوط على الخدمات المحدودة المتبقية.

وشدد على أن أي تسوية للأزمة يجب أن تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي والدول الإقليمية المؤثرة إلى تكثيف جهود الوساطة قبل أن ينزلق السودان إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها.