غارات جوية إسرائيلية تستهدف مواقع حزب الله جنوب لبنان وسط تصاعد التوتر
غارات جوية إسرائيلية تستهدف مواقع حزب الله جنوب لبنان وسط تصاعد التوتر
شنّت القوات الجوية الإسرائيلية صباح اليوم الجمعة سلسلة ضربات جوية مكثّفة على مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، في إطار ما وصفته تل أبيب بإجراءات الردع وعمليات “الإنفاذ” ضد التنظيم، على الرغم من استمرار اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ عام تقريبًا.
وتأتي هذه العملية بعد أيام من غارة مماثلة نفذها الجيش الإسرائيلي ضمن تزايد التوتر في الجبهة الشمالية، حسبما نقلت القناة الـ"١٢ الإسرائيلية".
أهداف الغارات ومواقع الاستهداف
وأفاد مراسلو القناة بأن أعمدة دخان كثيفة شوهدت ترتفع من مناطق متفرقة في الجنوب اللبناني عقب تنفيذ الغارات.
ونقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الضربات استهدفت مجمعًا تدريبيًا تابعًا لحزب الله وعددًا من الأهداف الإضافية التي يعتقد أنها تُستخدم في تأهيل عناصر من وحدة الرضوان.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن المجمعات التي تم قصفها تضم بنى تحتية عسكرية يتم فيها تدريب مقاتلي الحزب على استخدام أنواع مختلفة من السلاح، وإجراء تدريبات تحاكي تنفيذ هجمات ضد القوات الإسرائيلية والمدنيين.
وأضاف أن إقامة منشآت تدريبية وتطوير بنى تحتية عسكرية قرب الحدود يشكل خرقًا واضحًا للتفاهمات بين الجانبين، ويعد تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الجيش سيتخذ إجراءات صارمة لمنع ترسّخ هذه القدرات.
تصاعد مستمر في الجنوب اللبناني
وتُعد هذه هي المرة الثانية خلال أسبوع التي ينفذ فيها الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على الجنوب اللبناني، في وقت تشير فيه التقديرات الإسرائيلية إلى أن الجبهة الشمالية تتجه نحو مزيد من التصعيد، رغم محاولات المجتمع الدولي تثبيت وقف إطلاق النار.
وبالتزامن مع الضربات، أكدت السلطات الإسرائيلية أنه لم يطرأ أي تغيير على التعليمات الموجهة لسكان الشمال، في إشارة إلى أن الوضع الميداني لا يزال تحت السيطرة من وجهة نظرها.
ضغوط أمريكية
وفي سياق متصل، ذكرت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة منحت الحكومة اللبنانية مهلة تنتهي مطلع عام 2026 لتجريد حزب الله من الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة التي يمتلكها.
ونقلت القناة العبرية عن مصادر أوروبية أن المبعوثة الأمريكية مورغان أورتيغوس وجهت تحذيرًا صريحًا لبيروت بأن إسرائيل قد تتحرك بقوة في حال لم يتم تسليم تلك الأسلحة قبل انقضاء المهلة.
كما أشارت التقارير إلى أن الخطوات التي اتخذها الرئيس اللبناني جوزيف عون، ومن بينها رفع مستوى التمثيل في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، لم تُبدد المخاوف من احتمال اندلاع جولة عسكرية جديدة.
اتفاق وقف إطلاق النار على المحك
مرّ عام على دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، إلا أن سلسلة الحوادث الأخيرة تُظهر هشاشة هذا التفاهم، وسط استمرار الحزب في تطوير قدراته العسكرية، وفق التقديرات الإسرائيلية.
وتؤكد الأوساط الأمنية في تل أبيب أن إسرائيل تعتمد حاليًا سياسة هجومية تهدف إلى تقويض عمليات إعادة بناء قوة الحزب، معتبرة أن المرحلة الراهنة لا تسمح بالعودة إلى سياسة الاحتواء التي كانت متّبعة سابقًا.
وتشير المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي ينفذ خلال الأسابيع الأخيرة غارات شبه يومية ضد أهداف مرتبطة بحزب الله، في إطار استراتيجية ترمي إلى إضعاف قدراته ومنع عودته إلى التمركز على الحدود.

العرب مباشر
الكلمات