الكشري المصري بين التراث والتنوّع الإقليمي: اختلاف النكهات بين القاهرة والإسكندرية
الكشري المصري بين التراث والتنوّع الإقليمي: اختلاف النكهات بين القاهرة والإسكندرية
بعد إعلان منظمة اليونسكو إدراج الكشري المصري ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لعام 2025، ازداد الاهتمام بهذا الطبق الشعبي الذي يُعد رمزاً للمطبخ المصري. فقد أكدت المنظمة أن الكشري يمثل مزيجاً من مكونات بسيطة وتقاليد طبخ عريقة تتوارثها الأجيال، كما يبرز تنوّع طرق إعداده بين المحافظات المختلفة، وعلى رأسها القاهرة والإسكندرية.
أولًا: الكشري تراث يتجاوز حدود المطبخ
يسلط إدراج الكشري في لائحة التراث الضوء على دوره كمكوّن من مكونات الهوية المصرية، إذ يجمع بين مكونات شعبية متاحة للجميع، لكنه يعكس أيضًا اختلافًا محليًا واضحًا في طرق التحضير، ما يجعله طبقًا واحدًا بنكهتين وروحين مختلفتين.
ثانيًا: الاختلاف الجوهري بين الكشري القاهري والإسكندراني
1. الكشري القاهري.. الطبقات الغنية
يُعرف الكشري القاهري بأنه الأكثر انتشارًا على مستوى الجمهورية.
ويعتمد على:
الأرز
المكرونة بأنواعها
العدس البني
الحمص
البصل المقلي
صلصة الطماطم
الدقة (خل – ثوم – كمون – شطة)

يمتاز هذا النوع بتعدد طبقاته ونكهته القوية، إضافة إلى الصلصة الحمراء المميزة التي تُعد جزءًا أساسيًا منه.
2. الكشري الإسكندراني.. الخفيف ذو اللون الذهبي
أما الكشري الإسكندراني فيقدم بأسلوب مختلف تمامًا، حيث يعتمد على:
الأرز الأبيض
العدس الأصفر
الشعرية
الحمص (اختياري)
البصل المقلي
ويقدَّم غالبًا بلون أصفر دون صلصة حمراء، كما يُعد أخف في التوابل والصلصات مقارنةً بالقاهري، مما يعكس الذوق السكندري المائل للبساطة.
ثالثًا: تنوّعات أخرى للكشري داخل البيوت المصرية
لا يقتصر الكشري في مصر على الشكلين القاهري والإسكندراني فقط، إذ توجد أنواع أخرى مثل:
الكشري بدون مكرونة المعتمد على الأرز والعدس والشعرية فقط.
إضافة الفول المدمس في بعض المناطق.
إضافة قطع اللحم أو السجق في وصفات منزلية رغبةً في تعزيز القيمة الغذائية.
ويشير هذا التنوّع إلى أن الكشري طبق مرن يتطور باستمرار مع اختلاف الأذواق.
رابعًا: المكونات الأساسية للكشري المصري
تتفق كل أنواع الكشري في عناصر أساسية تشمل:
الأرز
العدس بأنواعه
البصل المحمّر
الحمص
الدقة
الصلصة الحمراء (وفق النوع)
وتبقى الطبقات المتراصة ونكهة البصل المقلي هي العامل المشترك الذي يميز الكشري أينما قُدم.
يظل الكشري المصري أكثر من مجرد وجبة شعبية؛ فهو طبق يجمع المصريين بتفاصيله وتنوعاته. وبينما يحتفظ الكشري القاهري بشهرته الواسعة وطبقاته الغنية، يظل الكشري الإسكندراني مثالًا على البساطة الساحلية ونكهتها الخاصة. وإدراج هذا الطبق ضمن التراث الثقافي لليونسكو يؤكد دوره في توحيد الهوية المصرية مع احترام الاختلافات الإقليمية التي تمنحه طابعًا فريدًا ومتجددًا.

العرب مباشر
الكلمات