إيران.. النظام يفشل في احتواء الغضب الشعبي والاحتجاجات تسير نحو سيناريو 2019

فشل النظام الإيراني في احتواء الغضب الشعبي والاحتجاجات تسير نحو سيناريو 2019

إيران.. النظام يفشل في احتواء الغضب الشعبي والاحتجاجات تسير نحو سيناريو 2019
صورة أرشيفية

تسيطر حالة من الغموض على أعداد ضحايا الأحداث العنيفة في إيران، حيث كشف التلفزيون الحكومي الإيراني عدد القتلى في الاحتجاجات التي تضرب البلاد بعد وفاة ماهسا أميني في حجز الشرطة قد ارتفع إلى أكثر من 20 شخصًا، مؤكدًا أنه من المرجح أن يزداد العدد إلى 26 شخصًا دون توضيح أي جهة هي المسؤولة عن هذا الرقم.

وقال التلفزيون الإيراني: "لسوء الحظ، فقد 26 شخصًا وضباط الشرطة الحاضرين في مكان هذه الأحداث حياتهم"، مضيفًا أن الإحصاءات الرسمية ستصدر لاحقًا.

قمع وتهديد

وأظهرت التصريحات الرسمية تهديد القادة والهيئات الرسمية بزيادة القمع من أجل منع الاضطرابات من الانتشار، حيث أظهر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس نفاد صبره مع الاحتجاجات، بعد أن قال متحدثًا في مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "هناك حرية التعبير في إيران، لكن أعمال الفوضى غير مقبولة"، وتأتي كلمته في ظل مواجهته أكبر احتجاجات في إيران منذ عام 2019  حسبما أكدت صحيفة "آرب ويكلي" الدولية الناطقة بالإنجليزية.

وتابعت: إن الحرس الثوري دعا القضاة لمحاسبة من وصفهم بـ"ناشري الأخبار والشائعات الخاطئة"، كما حذرت وزارة الاستخبارات الإيرانية يوم الخميس من أن حضور الاحتجاجات على وفاة امرأة في حجز الشرطة غير قانوني، وأن المتظاهرين سيواجهون المحاكمات، وقالت الوزارة في بيانها: "بالنظر إلى استغلال الحوادث الأخيرة (الاحتجاجات) من خلال حركات (المعارضة) المضادة للثورة، فإن أي وجود ومشاركة في مثل هذه التجمعات غير القانونية، سيؤدي إلى مقاضاة قضائية".

غضب شعبي

ووفقًا للصحيفة، فقد قام المتظاهرون في طهران وغيرها من المدن الإيرانية بإحراق محطات الشرطة والمركبات في وقت سابق يوم الخميس، حيث لم يظهر الغضب الشعبي من الوفاة أي علامات تهدئة على الرغم من وحشية النظام الأمني في التعامل مع الاحتجاجات، بعد أن توفيت ماهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، الأسبوع الماضي بعد اعتقالها في طهران لارتدائها "ملابس غير مناسبة"، حيث سقطت مغشيًا عليها أثناء احتجازها، وقالت السلطات إنها ستحقق في ملابسات وفاتها المفاجئة، كما هددت باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتظاهرين الغاضبين.

وتابعت الصحيفة في تقريرها: إن النساء لعبن دورًا بارزًا في الاحتجاجات، فلوحن وحرقن حجابهن، بينما قصت أخريات شعرهن في الأماكن العامة، وقالت وزارة الخزانة الأميركية: إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية، متهمة إياهم بالإساءة والعنف ضد النساء الإيرانيات وانتهاك حقوق المتظاهرين الإيرانيين السلميين، وواصلت المظاهرات في تضامن المتظاهرين الإيرانيين في جميع أنحاء العالم.

شبح 2019

وأكدت الصحيفة الدولية أن الاحتجاجات على وفاة أميني تعد الأكبر في الجمهورية الإسلامية منذ عام 2019، وكان معظم المتظاهرين يتركزون في شمال غربي إيران لكنهم انتشروا إلى العاصمة وما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة على مستوى البلاد، مع استخدام الشرطة قوة لتفريق المتظاهرين، وتم تسجيل تعطيل الإنترنت عبر الهاتف المحمول في البلاد، في علامة محتملة على أن السلطات تخشى أن تكثف الاحتجاجات، وتابعت أن وفاة أميني أثارت الغضب من القضايا بما في ذلك القيود المفروضة على الحريات الشخصية في إيران وقواعد اللباس الصارمة للنساء والاقتصاد الذي يترنح من العقوبات، يخشى الحكام الإيرانيون من رجال الدين إحياء احتجاجات 2019 التي اندلعت على ارتفاع أسعار البنزين، وهو الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية حيث ذكرت وكالة رويترز أن الأحداث شهدت مقتل 1500 مواطن إيراني.