كيف أضافت السلطات القطرية العنصرية لقائمة انتهاكات العمال؟

أضافت السلطات القطرية العنصرية لقائمة انتهاكات العمال

كيف أضافت السلطات القطرية العنصرية لقائمة انتهاكات العمال؟
صورة أرشيفية

داخل ملعب للكريكيت في ضواحي الدوحة، يتجمع مئات الرجال معًا، من أجل مشاهدة مباريات كأس العالم من أمام شاشات تلفزيونية صغيرة، وذلك داخل منطقة المشجعين الصناعية التي ألقي فيها بالعمال المهاجرين، وهي منطقة تستوعب نحو 70 ألف عامل مهاجر، وعلى الرغم من دورهم الكبير في بناء قطر من العدم بتشييد استادات كأس العالم والفنادق، فإن العمال محاصرون داخل هذه المدينة يحظر عليهم الخروج منها أو التنقل في وسط الدوحة، حيث يتطلب الدخول لوسط المدينة بطاقة "هيا" والتي يحظر على العمال حملها.

صورة زائفة

شهادات العمال لـ مجلة "ذا أتلانتيك" البريطانية، كشفت أنهم ممنوعون من شراء تذاكر المباريات في قطر، على الرغم من العدد الكبير من المقاعد الفارغة المرئية في الألعاب، كان هناك عدد قليل من التذاكر المتاحة للمقيمين في قطر بتكلفة 40 ريالًا قطريًا فقط (11 دولارًا أمريكيًا) في الاقتراع، لكن ثبت أنها بعيدة المنال بالنسبة للعديد من العمال، وكانت الفئات الأعلى، حيث ارتفعت أسعار التذاكر إلى 800 ريال وهو متوسط بعيد المنال بالنسبة للغالبية، وأضافت المجلة البريطانية، أنه للوهلة الأولى، تعتبر منطقة المشجعين الصناعية مشهدًا رائعًا حيث يتعايش رجال من الهند ونيبال وبنغلاديش والفلبين وكينيا وأوغندا في وئام، ويستمتعون بنهائيات كأس العالم، ويتحدثون بعيدًا عن الانتهاكات اليومية في العمل، ولكن هذه مجرد صورة غير حقيقية، فما وراء هذه الصورة أكثر ظلامًا، بعد أن كشفت مجموعة من العمال الكينيين يروون كيف تركوا بلدهم وراءهم مع وعد بفرص أكبر في قطر، وكشف أحدهم عقده على مستند على هاتفه المحمول، "نتلقى 1000 ريال قطري (275 دولارًا ) شهريًا، بالإضافة إلى بدل طعام بقيمة 300 ريال (82 دولارًا) شهريًا، والذي يتم إلغاؤها بشكل فوري بمجرد وصول العامل إلى مكان التجمع وتناول الغذاء في منشأة قريبة من مكان نومهم.

حياة غير آدمية

وبحسب المجلة البريطانية، فهناك أيضًا المهاجع وهي عبارة عن غرف صغيرة يقيم فيها 4 رجال - ينامون على أسرّة بطابقين - لكنْ عامل أوغندي قال: إن هناك مهاجع أخرى تستوعب ما يصل إلى 12 رجلاً في نفس الغرفة، وتابعت أن راتب هؤلاء الكينيين، إذا تم توزيعهم على 12 شهرًا، يصل إلى نحو 3295 دولارًا سنويًا، وقال عامل كيني إنه دفع لوكالة توظيف كينية 100000 شلن كيني (818 دولارًا) لتأمين مكانه في قطر، لكن المكتب أخبره أنه سيحصل على ضعف المبلغ الذي يتقاضاه الآن شهريًا، إنه موجود هنا للعمل على الأمن خلال كأس العالم لمدة ثلاثة أشهر، قبل أن يلتزم بعد ذلك بالعمل لمدة عامين آخرين في شركة الأمن الدولية التي توظف العمال في قطر، وقال وهو يخفض صوته: "لا يمكنني فعل شيء حيال ذلك، يصل الكثير منا إلى هنا مدينون لأننا نقترض المال للحصول على الفرصة أنا عاجز تمامًا في هذا الموقف إذا اشتكيت، أخشى أن أفقد وظيفتي لكن في الحقيقة، أنا بحاجة إلى المزيد من المال لأنني هنا من أجل حياة أفضل لعائلتي أحاول إرسال الأموال إلى الوطن لأشقائي في كينيا ، لكن هذا لا يترك لي أي شيء تقريبًا لأعيش فيه، وتابعت أن هذا الجزء من الدوحة، الذي يقع على بُعد حوالي 25 دقيقة بالسيارة خارج وسط المدينة، هو فئة ديموغرافية مختلفة تمامًا عن الدوحة التي أصبح المشجعون المسافرون مناسبين لها.

فصل عنصري

وأكدت المجلة البريطانية، أن التفسير الأقل سخاءً لهذا الحدث هو أنه يظهر شكلاً من أشكال الفصل العنصري، حيث يتم إبعاد العمال ذوي الأجور المنخفضة، الذين ينحدرون بالكامل تقريبًا من جنوب آسيا أو من أصل إفريقي، عن الحدث الرئيسي في قطر في أي مكان آخر، وأكدت المجلة البريطانية أن هذا العامل مثل الكثيرين يسأل عن الحياة في إنجلترا ويتحسر على مدى صعوبة الحصول على تأشيرة للوصول إلى بلد يرسمه كجزيرة متخيلة من الحليب والعسل، يطلبون البقاء على اتصال لسماع المزيد من المعلومات حول إنجلترا، يسألون عما يمكنهم فعله للحصول على الإقامة، وما إذا كانوا بحاجة إلى كفيل ويمزحون حول مَن قد يحتاجون إلى الزواج.